قرر البرلمان العراقي مساء اليوم إنهاء العمل بالاتفاقية الأمنية مع التحالف الدولي ضد داعش، على الرغم من غياب الكتل السنية والكردية، وصوت على قرار يطالب الحكومة بإنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، وعدم استعمال الأراضي العراقية أو المجال الجوي لأي سبب كان. وأوضح القرار الذي صوت عليه البرلمان أن الحكومة ملزمة بإلغاء طلب المساعدة الأمنية من التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش بسبب إنهاء العمليات العسكرية في العراق وتحقيق النصر. ويشار إلى أن قرارات البرلمان تختلف عن القوانين إذ إنها غير ملزمة للحكومة. بدورها، أفادت وكالة الأنباء العراقية بأن مجلس النواب صوت على قرار نيابي من 5 إجراءات، ورفع جلسته إلى السبت المقبل. وتوافد النواب في وقت سابق إلى البرلمان في جلسة استثنائية خصصت للبحث في إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنهاء عمل التحالف الدولي في العراق، لا سيما بعد الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وقيادات من الحشد الشعبي العراقي. وكانت مصادر برلمانية عراقية ذكرت أن نصاب الجلسة الاستثنائية اكتمل بحضور 170 نائبًا، علمًا بأن الكتل السنية والكردية أعلنت في وقت سابق مقاطعتها الجلسة. في حين شهدت قاعة البرلمان حالة من الفوضى، بعد وقوع سجال بين رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، ونائبه حول اكتمال النصاب من عدمه. الحلبوسي وبعيد وصوله إلى المجلس حضر اجتماعًا لبعض قادة الكتل السياسية في مكتب نائبه الأول، حسن الكعبي. وتعليقًا على الاجتماع المذكور، قال حسن سالم، عضو مجلس النواب عن كتلة صادقون النيابية (الموالية لقيس الخزعلي) إن المشاورات مستمرة مع القوى السياسية للخروج بقرار موحد بشأن الوجود الأمريكي. جدول زمني لخروج القوات الأجنبية وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي قد قال في كلمته أمام البرلمان إننا لا نؤيد العقوبات على إيران.. ولا نعادي واشنطن وحث على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء وجود القوات الأجنبية في أقرب وقت ممكن. وقال "رغم الصعوبات الداخلية والخارجية التي قد تواجهنا، لكنه يبقى الأفضل للعراق مبدئيًا وعمليًا" وأضاف: إن شروط وجود القوات الأجنبية تنحصر بتدريب القوات العراقية، موضحًا أن وضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية خيار مطروح على طاولة البرلمان. وطلب من البرلمان "ضمنًا" مراجعة الاتفاقيات التي ترعى وجود القوات الأجنبية في العراق. وأضاف أن حكومته رفضت عملية مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني بعد إبلاغها بقرار القصف قبل تنفيذه بدقائق، مشددًا على أن الطائرات المسيرة الأمريكية والمروحيات تجوب سماء بغداد دون إذن رسمي. وكشف رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبدالمهدي "كنت على موعد مع سليماني في يوم مقتله". وقال "أمريكا بدأت باتباع سياسة (معنا أو ضدنا) بعد انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، وطالب المجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة للعراق. ولفت عبدالمهدي إلى أن القوات الأمنية العراقية منعت عمليات التخريب ضد السفارة الأمريكية، وتابع "أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد أقنع المتظاهرين بالانسحاب من أمام السفارة الأمريكية في بغداد". وأكد أن الحكومة لم تعطِ أي موافقات بالدخول للمنطقة الخضراء وطلبت من المتظاهرين المغادرة من أمام مبنى السفارة الأمريكية، مشددًا على أن العراق سعى دومًا لتحييد نفسه عن الصراعات. وأضاف عبدالمهدي أن الكتل العراقية المقاطعة لجلسة البرلمان تشكك باكتمال النصاب، مؤكدًا رفض بغداد للعقوبات الأمريكية على إيران "لكننا لا نعادي واشنطن". وقال "قلنا للحشد من يريد أن ينضم للقوات العراقية عليه التخلي عن انتماءاته الحزبية". التحالف يعلق عملياته بالعراق بالتزامن، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، تعليق عمليات تدريب القوات العراقية والقتال ضد تنظيم داعش، بسبب "الالتزام بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف". وأضاف التحالف في بيان "أولويتنا القصوى هي حماية كل جنود التحالف الملتزمين بمهمة هزيمة داعش. الهجمات الصاروخية المتكررة على مدى الشهرين الماضيين من عناصر كتائب حزب الله تسببت في مقتل أفراد من قوات الأمن العراقية ومدني أمريكي". وتابع البيان قائلاً "نتيجة لذلك نحن ملتزمون بالكامل بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات من التحالف. لقد حد هذا من قدرتنا على القيام بمهام التدريب مع الشركاء ودعم عملياتهم ضد داعش، ولذلك أوقفنا تلك الأنشطة والأمر قيد المراجعة المستمرة". تهديد حزب الله للحلبوسى والنواب يذكر أن كتائب حزب الله كانت هددت رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي في إطار الضغوط التي تمارسها بعض مليشيات الحشد الشعبي على المؤسسات الرسمية في العراق، في وقت نفت وسائل إعلام عراقية انتشار قوة من جهاز مكافحة الإرهاب حول مبنى البرلمان. وقال القيادي في كتائب حزب الله "أبو علي العسكري" في تغريدة على تويتر: "سلامنا للسيد الحلبوسي، عيوننا تراقب بدقة ما ستؤول إليه قراراتكم بخصوص وجود القوات الأمريكية". ولعل الأخطر من ذلك التهديد غير المباشر، قوله: "نتابع اتصالاتكم الفيديوية مع سفارة الشر (في إشارة إلى السفارة الأمريكية) قبل يوم الصولة"، ما قد يفهم أن تلك المليشيات تتجسس على البرلمان العراقي. وكانت كتائب حزب الله قد هددت أيضًا قبيل جلسة البرلمان بالانتقام من أي كتلة سياسية تتخلف عن حضور جلسة التصويت وبالذات نواب البرلمان والأكراد على وجه الخصوص، مشيرة إلى أنها ستمنعهم من دخول بغداد في حال امتنعوا عن تمرير القانون. ابتزاز سياسي في المقابل، حذر رئيس حزب الحل، السياسي العراقي، جمال الكربولي، من الابتزاز ومصادرة القرار العراقي، قائلًا في تغريدة على حسابه على تويتر: إن الابتزاز السياسي الذي تمارسه الأحزاب المسلحة لإجبار السياسيين السلميين على حضور جلسات البرلمان من أجل تمرير قوانين محددة لصالح تلك الأحزاب حصرًا وتهديدهم بالرسائل الإعلامية الملغمة، هو ذاته السلوك المتعجرف الذي تمارسه تلك الأحزاب بحق المتظاهرين السلميين".