مديرون لا يتوقفون عن الكلام عن أهدافهم وطموحاتهم التي تعانق عنان السماء للرقي بمؤسساتهم، ولكن عندما تسألهم: هل لديكم خارطة طريق تسيرون عليها لتحقيق هذه الأهداف الرائعة؟ يكون الجواب أحد ثلاثة: النفي أو الصمت أو الاتهام بالتحطيم وأنك عدو من أعداء النجاح، ومثل ذلك ينطبق على كثير ممن حولنا! لجان تُقام وتجتمع وقد تُعلق عليها الآمال وتُصرف الأموال.. الأهداف مميزة، والعقليات متوافرة، والاجتماعات لا تتوقف، ومع ذلك فلا نتيجة! لأن النقص في الانتقال من الكراسي إلى الطريق الذي يُوصل إلى تحقيق الأهداف. ومثل ذلك مسارنا الشخصي في الحياة لتحقيق أهدافنا، فنحن نتمنى ونريد ونهاجم شياطين الإنس والجن التي تمنعنا من الوصول إلى أهدافنا، بينما نحن لا نعرف المسار الذي نسير عليه لتحقيق أهدافنا، ومعرفة من معنا ومن علينا! خارطة الطريق مسار واضح ومحدد للوصول للأهداف، لها نقطة بداية ونهاية ومحطات مراجعة وتقييم، بتوقيت زمني محدد، تساعد في الوصول إلى الأهداف بأقل وقت وجهد ومال وبأعلى درجات الجودة. هل الوضع خطير فعلاً؟ انظر حولك، واسأل: كم العدد الذي يسير بحياته ومؤسسته وفق خارطة طريق واضحة المعالم، ومن الذي يعيش في قلق وضغوط لا يدري من أين جاء وإلى أين يسير؟!واسأل أيضا: لماذا لم تتحقق كثير من المشاريع الطموحة رغم توافر الإمكانات البشرية والمادية التي تدعم نجاحها؟! وستجد السبب، الطموح موجود والفكر والكوادر المتميزة، وفوقها الخطة الإستراتيجية ذات المرتكزات المتينة والأهداف والبرامج والأنشطة الواضحة، ولكن غابت خارطة الطريق، فعاش الجميع في تيه يريدون الخروج منه منذ سنوات ولا يستطيعون، وفي هذا دمار للفرد والمؤسسة والمجتمع، وتحطيم لمبادرة المبادر. إذن، عزيزي المدير: من أجلك وأجل مجتمعك، مع حديثك الجميل والمُفرح عن أفكارك وطموحاتك، حدثنا عن خارطة طريقك لتحقيق هذه الطموحات، فهي ما نحتاجه حقيقة، وتذكر دوماً أن الأمر يحتاج إلى نظرة قائد، وتأثير قائد، وعون من الله للقائد. إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده