المتابع لأحداث مجتمعنا السعودي قد يصاب بالذهول والحيرة ، هذا إن لم تتشابك أعصابه وتعطيه إشارات ممزوجة تدخله في متاهات يخرج منها في النهاية بمتناقضة توصله إلى نتيجة ثابتة أن 1+1 = صفر.ليس صفرا عاديا ولكنه صفر مكعب. وهذا ناتج صحيح في حسابات عالم الإلكترونيات ، ولعل تلك النتيجة تدل على إننا في طريقنا للتقدم ولكن إلى الوراء. وقد تتساءل كيف ولماذا؟من يتابع إنفاق الدولة وبذلها وعطائها المنقطع النظير وحرصها على التقدم والوصول إلى مصاف الدول الكبرى والعظمي والارتقاء بنا لنكون في العالم الأول لا يمتلك إلا أن يتفاءل ويعيش خيالا جامحا وكأنه يتابع احد أفلام الخيال العلمي أو الأفلام الكرتونية على شاشة ذات الأبعاد الثلاثية. ولكن من المؤسف أن ذلك الخيال لن يدوم طويلا وقد ينتهي في أول مصافحة للواقع الذي نعيشه من خلال التناقضات والاختلافات. فأول ما يبعث للحيرة هو الإصرار على شل نصف المجتمع وتجميده وعدم الاستفادة من قدراته في تنمية المجتمع، فتجد قرارا وزاريا يصدر بتشغيل النساء في مجالات محددة ثم تتعطل وهناك من يرفض ويمانع. ثم تأتي لقضية تعليم الصغار من الصبيان في مدارس البنات ، ويتلوها استخدام التقنيات الحديثة من أجهزة ومعدات وحواسيب صنعت لتسهل أمور الحياة ونجدها عندما تدخل حدودنا أصبحت عبء علينا تثقل إعمالنا وتبطئ منها وعلى سبيل المثال استخدام الحاسب في الدوائر الحكومية والمؤسسات فكم عطلت تلك الحواسب أعمالنا لأيام أو على اقل التقدير لساعات طويلة بحجة أن الحاسب متوقف أو تحت الصيانة فبدلا من اسطوانة راجعنا بكرة تم تسجيل اسطوانة راجعنا السبت القادم. وحتى إن استطعنا التغلب على تلك المشكلة فنحن نختلق المشاكل لتعطيل الأمور وعدم الاهتمام بالعميل ولا بوقته الثمين ولا بصحته ، فعلى سبيل المثال عندما تضطر إلى الاتصال برقم خدمي للاتصالات لإصلاح عطل أو تعديل خطأ أو الاستفسار عن فاتورة حسابك، تجد انك وبدون سابق إنذار تقع فريسة في شباكهم ويبدأ الحاسب يعدد عليك محاسنهم ومناقبهم وما هو الجديد لديهم لسلبك وإهدار وقتك وصحتك وثروتك. وتنتهي المكالمة دون أن تستفيد أو تحقق رغبتك وطلبك إما لإغلاقك الخط زهقا وطفشا أو لعدم إمكانية رد الموظف المسئول عليك والتجاوب ، وإن حصل وأكرمك الله وكان أبويك صالحين ودعوا لك دعاء مخلصا لله أن يوفقك بالدنيا واستجاب الله دعائهم وأكرمت برد الموظف فلن تحصل على خدمة فورية بل ستنتظر إلى ما بعد عطلة نهاية الأسبوع ليتصلوا بك مرة أخرى لإصلاح العطل. غير مبالين بما تلاقي من إحراج أو خسائر مادية ومعنوية. والويل ثم الويل لو لم تسدد فاتورة الخدمة في موعدها فسيكون مصيرك انقطاع الخدمة نهائي عنك وحتى لو كنت عميلا مميزا من عشرات السنين فأنت وغيرك سواء. وهكذا هو المنوال ويسرى على حجز تذاكر الطيران وغيرها من المؤسسات الخدمية والتي تضع دائما شعارات براقة مثل: ( نعتز بخدمتكم) ، (رضاكم غايتنا)، (منكم الأمر وعلينا التنفيذ)، ( وجدنا لنخدمك)، وغيرها. وقد يدور بذهنك أسئلة عدة لا تجد الإجابة عليها ومنها: هل المرأة السعودية تختلف عن نساء العالم؟ وهل الرجل السعودي متوحش لدرجة انه سيهاجم أول امرأة ستقابله في الطريق أو في أي مكان عام؟ أين تذهب كل تلك الأموال التي تنفقها الدولة على دفع عجلة التقدم إذا كنا نقف مكانك سر؟. هذا غيض من فيض، وكم أتمنى على المسئولين الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة تلك الهموم للحد من تلك المتناقضات ووضع قاعدة عريضة تحدد المسار الصحيح لخدمة المواطن السعودي ولنثبت السير وبكل ثبات وإلى الأمام وننبذ التقدم إلى الوراء.دعوة صادقة مخلصة لوضع حل شامل لتلك المهاترات وإيضاح الطريق السليم والواضح لنسير بأمن وأمان وثبات في ظل حكومتنا الرشيدة أيدها الله.