استمرت مطالبات أولياء أمور وطالبات باستحداث أقسام جديدة في الكلية الجامعية للبنات بمحافظة النعيرية دون استجابة على أرض الواقع، وأشار أولياء الأمور إلى أنهم ظلوا طوال الفترة الماضية يطالبون إدارة جامعة حفر الباطن باستحداث أقسام مهمة في الكلية الجامعية بالنعيرية كقسم الحاسب الآلي وتخصصاته، ورياض الأطفال، والفيزياء، وإدارة أعمال، وقسم إنجليزي تخصص ترجمة، ولكن مطالباتهم لم تتم الاستجابة لها، وتأتي مطالبات الأهالي متزامنة مع استكمال المبنى الجديد الخاص بالكلية الجامعية، والذي قدرت تكلفته المالية بنحو 114 مليون ريال، متطلعين أن يحقق افتتاح هذا المبنى استحداث العديد من الأقسام الجامعية التي ينشدونها. » مخاطر الطرق وأكد عبدالله القحطاني -ولي أمر إحدى الطالبات- أن عددا من بنات المحافظة أصبحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما مواجهة العناء بمشاوير السفر اليومية إلى كليات المناطق الأخرى للبحث عن التخصص المناسب، وإما اختيار التخصص الذي لا يوافق رغباتهن ودراسته وهو ما ينتهي بهن إلى ترك الدراسة بعد سنة أو سنتين بعد أن يتدنى مستواهن التعليمي أو يتخرجن بمعدل متدنٍ، لافتا إلى أن ابنته كحال زميلاتها الطالبات تواجه مخاطر الطرق بالسفر اليومي إلى الجبيل؛ بسبب عدم وجود التخصص الذي يناسبها في كلية النعيرية، في الوقت الذي ستتخرج فيه ابنته الأخرى هذا العام من المرحلة الثانوية وهو لا يعلم أين ستجد التخصص الجامعي الذي سيناسبها في أي منطقة، في ظل عدم توافره بين تخصصات كلية النعيرية التي باتت تخصصاتها الحالية غير مقنعة للكثير من الطالبات وأولياء الأمور. » أعداد الخريجات ويعتبر منصور السبيعي أن افتتاح أقسام جديدة في كلية النعيرية أمر مهم في ظل تزايد أعداد الخريجات من دفعات الكلية السابقة، مشددا على أن تكون هذه التخصصات في سياق الرؤية المستقبلية للمملكة ومشاريعها الطموحة نحو بناء الوطن والاعتماد على أيدي أبنائه في نهضته، مضيفا: إن ابنة أخيه تذهب يوميا إلى الجبيل للدراسة في الكلية هناك، بينما كلية النعيرية لا تحتوي هؤلاء الطالبات بما يرغبن من تخصصات وتوفرها لهن، وهو ما يدفع بعض الأسر إلى الانتقال من المحافظة وتحمل تكاليف السكن خارجها، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له انعكاس على هذه الأسر وما لدى أفرادها من ارتباطات وظيفية أو اجتماعية ونحوها. » طلوع الشمس وتذكر إحدى الطالبات أنها تقطع مسافة 300 كيلومتر يوميا ذهابا وإيابا مع زميلاتها عبر حافلة تنقلهن إلى كلية الجبيل لدراسة تخصصات لا توجد في كلية النعيرية، مشيرة إلى أن المشاوير اليومية ترفع من معاناتهن وتخلق لهن الكثير من المتاعب والأمراض الجسدية، حيث يخرجن من منازلهن مع طلوع الشمس ولا يعدن إلا مع غروبها، فضلا عن انشغال أولياء الأمور بهن وقلقهم الدائم على سلامتهن، خاصة في ظل الأجواء التي يشهدها طريق أبو حدرية من الضباب تارة والعواصف والأمطار تارة أخرى. وأشارت طالبة أخرى إلى أنها تأمل من الإدارة الجديدة لجامعة حفر الباطن النظر في ما يتطلعن إلى تحقيقه من افتتاح تخصصات مهمة تلبي احتياج سوق العمل، وتدفع بهن إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، بعد أن باتت الكثير من الخريجات في قوائم العاطلات عن العمل؛ لدراستهن تخصصات تشبعت بها المقاعد الوظيفية ولم تعد الحاجة قائمة لهذه التخصصات، كتخصص الكيمياء والتربية الإسلامية والرياضيات وغيرها. » الجامعة لا ترد «اليوم» أرسلت عدة مرات تساؤلات إلى جامعة حفر الباطن عبر متحدثها حول مطالبة أولياء الأمور بافتتاح أقسام جديدة في الكلية الجامعية للبنات بالنعيرية ولكن الجامعة لا تجيب.