لا يزال وجود كلية للبنين في محافظة النعيرية حلمًا يراود شبابها لمواصلة دراساتهم الجامعية، وذلك في ظل تزايد أعداد خريجي الثانوية العامة ، وارتفاع معدل المنقطعين عن الدراسة، فيما يضطر بعضهم للانتقال إلى مناطق أخرى بحثًا عن الكليات والجامعات بالرغم مما يسببه ذلك من مشقة وتكاليف مالية باهظة ومعاناة تطال أسر هؤلاء الطلاب، في الوقت الذي كانت فيه موافقة مجلس المنطقة الشرقية قد صدرت على افتتاح كلية للبنين بالنعيرية منذ أكثر من سنتين، وتمت إحالة الموافقة إلى جامعة حفر الباطن لاستكمال إجراءات الافتتاح، إلا أن شباب النعيرية لم يلمسوا أي تفاعل أو جهود واضحة من الجامعة تجاه ذلك، وظلت مطالباتهم التي يتابعها المجلس المحلي برئاسة المحافظ إبراهيم الخريف مستمرة حتى اليوم، بينما أغلقت الكلية التقنية فرعها بالمحافظة بعد شهور من افتتاحها وتم تحويلها إلى مركز تدريب إنشائي، في الوقت الذي كان فيه الكثير من شباب المحافظة يأملون الدراسة بها. ترقب وانتظار يشير الشاب مسفر الدوسري إلى أن محافظة النعيرية من المحافظات النامية سكانيًا وعمرانيًا، ويوجد بها عدد كبير من الطلاب المنقطعين عن الدراسة، والذين لا يزالون يرقبون افتتاح كلية للبنين يتمكنون من خلالها مواصلة تعليمهم الجامعي، في ظل ما تخرجه المدارس الثانوية في كل عام من طلاب، تضاف أعدادهم لمن سبقهم من الخريجين الآخرين، والذين لا تزال خطاهم نحو المستقبل متوقفة ويحدوهم الأمل عامًا بعد الآخر بافتتاح كلية للبنين بالمحافظة. توسع يبرر الحلم ويؤكد مازن المطيري أن مطالبات شباب النعيرية وأولياء الأمور لا تزال مستمرة منذ عدة سنوات، حيث إنه بات من غير المعقول أن يستمر انقطاع طلاب المحافظة عن الدراسة، أو أن يجدوا أنفسهم ملزمين بالسفر إلى المناطق الأخرى للدراسة هناك، بالرغم مما تشهده محافظة النعيرية من توسع جغرافي وتنامٍ مستمر لأعداد السكان، والتي سيكون لافتتاح الكلية بها ما يخدم أبناء المحافظة وما يتبع لها من مراكز وهجر يصل عددها إلى 25 مركزًا وهجرة، متطلعا أن يولي المسؤولون في وزارة التعليم افتتاح كلية للبنين في النعيرية اهتمامًا خاصًا؛ تقديرًا لحاجة المحافظة. ضرورة وحل ويعتبر الشاب خالد الحربي أن محافظة النعيرية توجد بها كلية للبنات أزاحت حملًا كبيرًا عن أهالي المحافظة، حيث كانت الطالبات يغتربن في مناطق بعيدة لاستكمال تعليمهن الجامعي خارج المحافظة، حتى تم افتتاح كلية للبنات في المحافظة، متأملا أن يتم افتتاح كلية للبنين أسوة بافتتاح هذه الكلية، خاصة وأن فرع الكلية التقنية الوحيد بالمحافظة أغلق بعدما تم افتتاحه وتم تحويله إلى مركز تدريب إنشائي، في حين كان شباب المحافظة يطمحون بالحصول على درجة علمية من هذه الكلية. معاناة مستمرة ويقول الشاب بدر الطوهري: نتطلع في كل عام لأن نسمع أخبارًا سارة بافتتاح كلية للبنين بمحافظة النعيرية، حيث لا تزال مطالبنا والكثير من أولياء الأمور مستمرة في هذا الخصوص؛ لما يحد من انتقال الطلاب للدراسة خارج المحافظة، ويوقف معاناة أولياء الأمور الذين يشكل لديهم هذا الأمر قلقًا مستمرًا وخوفًا على فلذات أكبادهم من مخاطر الطرق ووحدة الغربة التي يعيشونها بعيدا عنهم، منوها أن إحصائيات الخريجين تشفع بافتتاح الكلية في محافظة أصبحت اليوم شاهدة على حضارة المنطقة الشرقية ونمائها وتطورها.