أكد الشيخ يحيى بن مقيت، شيخ شمل قبائل خولان بن عامر، على تردي الوضع الصحي في صعدة، وبالتالي جميع المحافظات اليمنية، مناشدا التحالف العربي بقيادة المملكة الإسراع في إنقاذ البلاد واستعادتها من ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من نظام إيران. وثمن في حواره مع «اليوم»، جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، واستجابته السريعة عبر مشاريعه المتعددة التي تستهدف إنسان اليمن، وقال: أقفلت جميع مستشفيات صعدة؛ عدا المستشفى السعودي الذي يواصل تقديم الخدمات الطبية للسكان، وهو مستشفى تكفلت به حكومة خادم الحرمين الشريفين كهدية إنسانية لأبناء المحافظة. وتطرق في حديثه للجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات تجاه المدنيين والأطفال والبنى التحتية في جميع المحافظات، إضافة إلى حملات الاعتقالات، ولفت إلى استهداف قناص حوثي لابنة صهره البالغة 4 سنوات بإصابة مباشرة في الرأس، ما أدى لوفاتها في الحال.. وفيما يلي نص الحوار.. الشيخ يحيى بن مقيت يجيب عن أسئلة المحرر (تصوير: فارس غيث) * «اليوم»: تحالف دعم شرعية اليمن بقيادة المملكة، تدخل لإنقاذ البلاد بعد طلب من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، كيف ترى المشهد بعد تحرير عدة محافظات ومديريات من حوثي إيران؟ - الشيخ يحيى بن مقيت: بفضل جهود المملكة حررت العديد من المناطق اليمنية من قبضة وسلطة الحوثي، واستعادتها لسيطرة الحكومة الشرعية، وهي بطبيعة الحال مناطق مهمة وحيوية وكانت تشكل معاقل رئيسة ومهمة ومركزا للحوثي، إلا أن التحالف حررها واستعادها بمشاركة الجيش الوطني اليمني، وهذا الأمر انعكس على سكان تلك المحافظات إيجابا، ما جعل الأمل والتفاؤل يزداد ويملأ بتحرير كافة أراضي اليمن ورجوع بلادنا لسابق عهدها، ومن هنا أناشد المملكة والتحالف تكثيف عملياتهم العسكرية للإسراع في استعادة بلادنا من الميليشيات المدعومة من نظام إيران. * مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدم العديد من الخدمات لليمن في مختلف محافظاتها وقراها، حتى الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ومحافظة صعدة تحديدا شملها هذا الدعم، حدثنا عن أهمية تلك الجهود في إغاثة الشعب المتضرر من انتهاكات الحوثي؟ - مركز الملك سلمان قدم العديد من المساعدات الإنسانية في اليمن ليس في محافظة واحدة أو قرية واحدة وإنما في جميع المحافظات، إضافة إلى أن الإغاثة ليست في مجال واحد وإنما في العديد من النواحي التي تنوعت واختلفت ولبت كافة الاحتياجات ولمست الجرح العميق الذي أصاب الشعب اليمني جراء الانتهاكات الواسعة والمتعددة من قبل ميليشيات الحوثي في كافة البلاد، حيث شملت المساعدات الطبية توفير العلاج والدواء والمواد الصحية من خلال المستشفيات الميدانية، إلى جانب الدعم الغذائي والتعليمي وفي تهيئة البنية التحتية وإعادة تأسيسها بعد تدميرها من الحوثيين، ولا ننسى الدعم الكبير الذي قدمته المملكة برفد خزانة البنك المركزي بالمليارات لمساعدة الاقتصاد اليمني وإنقاذ عملتنا من السقوط. * هل تحتاج بعض المحافظات اليمنية الآن لمساعدات غذائية؟ - بكل تأكيد هناك محافظات منع الحوثي دخول الدواء والغذاء إليها رافضا أن يهنأ اليمنيون بالحياة الطبيعية والكريمة، بالتالي هناك محافظات في أمس الحاجة للمساعدات، ولعل آخر ما وصل من مساعدات من قبل مركز الملك سلمان الإغاثي بتوزيع 25 طنًا من السلال الغذائية في قرى الجعدة والفايد والدير وبني فاضل التابعة لمديريتي ميدي وحيران بمحافظة حجة، حيث استفاد من التوزيع 1980 فردا، إضافة إلى توزيع السلال الغذائية على النازحين من الجبلية والروينة في مديرية التحيتا إلى مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، حيث وزع 14 طناً و652 كيلوغراما من الأغذية واستفاد منها 1188 نازحاً هربوا من بطش وغل ووحشية الانقلابيين، كما دشنت مساعدات إيوائية مخصصة لمديريتي البقع واليتمة بمحافظة الجوف، بحضور المحافظ أمين علي العكيمي، وتأتي كل هذه المساعدات في إطار المشروعات الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة ممثلة في مركز مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني التي بلغت حتى الآن 274 مشروعا. شيخ شمل قبائل خولان بن عامر يشيد بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة * ما هي رؤيتك وأنت شيخ شمل قبيلة خولان لمستقبل اليمن؟ - مستقبلنا مطمئن في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين اللا محدود وقيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية، فاليمن سيعود بتكاتف أبنائه وقوة إرادته، ولدينا أمل أن تعاد المنافذ من جديد للعمل وتفتح بين بلادنا والمملكة وأن تحرر كافة المناطق وتعاد البنية التحتية بصورة تسير معها الحياة طبيعية في المحافظات والقرى، فالشعب اليمني كما ذكرت متفائل بتنادي الدول العربية بقيادة السعودية، لأن الانتصار سيكون حليف التحالف والحكومة الشرعية. * حدثنا عن الوضع الصحي الذي تعيشه اليمن في ظل سيطرة الميليشيات الحوثية عليه؟ - الوضع الصحي في صعدة سيئ للغاية، وذلك بعد الممارسات الوحشية من قبل ميليشيات الحوثي، حيث تم إقفال المستشفيات التابعة للحكومة ولا تعمل في صعدة أي مرافق صحية تقدم الخدمات الطبية للمواطنين سوى المستشفى السعودي الذي تكفلت به حكومة خادم الحرمين الشريفين كهدية إنسانية لأبناء المحافظة وذلك للاستفادة منه ومعالجة المصابين وتقديم الخدمات الصحية للنساء وكبار السن، والحوثي ما زال ينكر جميل حكومة المملكة ودورها الكبير في دعم الإنسان اليمني، وهنا أقول لكم «من يذهب ويتواجد في المحافظات اليمنية يلاحظ ويلمس الجهود الواسعة التي تقوم بها السعودية في بلادنا». * ما هي الخدمات التي يقدمها المستشفى السعودي في صعدة؟ - مستشفى السلام في صعدة يقدم العديد من الخدمات المتنوعة التي تشمل كافة أنواع الخدمات الطبية من تنويم، وعمليات، وعلاج جميع الأمراض، والشيء الذي يجب أن يعرفه العالم أجمع أن الحوثيين يعالجون مرضاهم في نفس المستشفى، فلا تمييز ولا تفرقة لتقديم الخدمات الصحية والإنسانية بوجه عام في اليمن لمن يستحق العلاج، ورغم هذا الجميل إلا أن الحوثي يبادل المملكة وجهودها بالنكران والجحود، فالحوثي مدحور ومهزوم بإذن الله تعالى في ظل قيادة المملكة للتحالف العربي لدعم الشرعية باليمن. * صعدة مدينة عريقة وتاريخ مجيد وإرث تاريخي، حدثنا عن البنية التحتية فيها الآن مع سيطرة الحوثيين عليها؟ - للأسف الشديد ممارسات وانتهاكات الميليشيات الحوثية في صعدة من تدمير وتفجير وهدم للمباني والمرافق والبنى التحتية أخفى ملامح المحافظة تماما، البنية التحتية مدمرة، لدرجة لا يمكن تخيلها؛ ولكن بالعزيمة والإصرار ودعم المملكة سيتغير الوضع وستنتصر الحكومة الشرعية وستعود المحافظات جميعا إلى عهدها الأول، فالحوثي يتخذ طرقا غير إنسانية ولا أخلاقية ولا تمت للآدمية بصلة، فهو يعمل وفقا لتفكيره الانحرافي بهدم كل منزل فيه من يوالي الشرعية اليمنية، ما أدى إلى زيادة عدد المنازل والمرافق التي تعرضت للتفجير، حتى تهالكت البنى التحتية تماما وهو نهج ظلت تعمد إليه الميليشيات في ظل الخسائر المتلاحقة بجميع الجبهات. * كم عدد المديريات التابعة لمحافظة صعدة؟ - تضم محافظة صعدة 15 مديرية، وتتميز بأنها إحدى أقدم المدن التاريخية الأثرية، ومشهورة بصناعة الحديد المستخرج من جبلي ظفار وكهلان شرق المدينة، كما تعتبر أيضا متحفاً تاريخياً متكاملا بفنونها المعمارية وأصالتها الضاربة في القدم، واشتهرت بصناعة الحلي والمصوغات الفضية التي أبدع فيها الحرفيون اليمنيون منذ القدم وحتى اليوم. * حدثنا عن معاملة ميليشيات الحوثي للمدنيين؟ - هناك العديد من الطرق الوحشية التي تنفذها الميليشيات تجاه المدنيين، ليس في محافظة صعدة فقط وإنما في جميع المحافظات، ومنها استهداف المناطق الآهلة بالمدنيين الأبرياء بالصواريخ والقذائف، ما يسفك مزيدا من دماء اليمنيين، إضافة إلى حملات الاعتقالات، والتجنيد وغيرها من الأعمال التي يقوم بها الحوثي بصورة علنية وواضحة. طفل يمني غررت به ميليشيات إيران * ماذا عن المرافق التعليمية والمساجد..؟ هل سلمت من الحوثي وجرائمه؟ - للأسف الشديد، لدينا في المنطقة الكثير من المساجد تم تفجيرها حتى تساوت مع الأرض تماما، والآن لا يوجد أي مسجد في المنطقة التي نعيش فيها، إضافة إلى قتله الأطفال والاستغلال السيئ لهم وتجنيدهم والزج بهم في المعارك، ومن المفترض أن يكون مكانهم الطبيعي هو مقاعد الدراسة، ومن واقع تجربة شخصية، ابنة صهري تبلغ الرابعة من عمرها، قتلها قناص حوثي، بإصابة مباشرة في الرأس لتتوفى في الحال، فهل يعقل أن تخرج هكذا تصرفات وجرائم من أشخاص يمتلكون قلبا أو إحساسا أو إنسانية. * كيف تحتاط الأسر اليمنية لمواجهة وحشية الحوثي؟ - ليس لديها الحول والقوة من أجل مواجهتها، ومثال لذلك ما فعلته أسرة محمد الحبيشي وهي من الأسر العريقة في المحافظة، فأفراد العائلة دخلوا منزلهم وأغلقوا الباب خوفا من تعدي الحوثي عليهم، فلم يجد عناصر الميليشيات أي مدخل للانتقام من الأسرة إلا وضع 4 ألغام في أركان المنزل وفجروه بالكامل ليقضي جميع أفرادها من أطفال ونساء، ومجمل من قتل بتفجير المنزل 13 شخصا دون أي سبب يذكر إلا خوفهم من تعدي الحوثيين عليهم. * ماذا عن المرافق التعليمية، وهل ما زلت تستقبل الطلاب والطالبات لتلقي التعليم فيها؟ - لم تسلم المباني التعليمية من الحوثيين، غيروا مسار تلك المنارات التعليمية التي كانت تقدم العلم في مختلف المجالات، فاستغلها الانقلابيون لتجنيد الأطفال إجباريا وتدريبهم للزج بهم في معاركهم العدوانية ضد الشرعية في اليمن، كما استغلت المدارس أيضا في تقديم الدروس المنحرفة التي غيرت الكثير من مفاهيم الأطفال في العقيدة والهوية العربية، فالطفل الصغير لا يميز ولا يفرق بين الصحيح والخطأ، ليستهدفهم الحوثي تماهيا مع مخططات ملالي إيران، وبالتالي يُقادون مستقبلا وينصاعون لتوجهاته وأفكاره ومعتقداته الطائفية.