هذه الأيام تشهد مملكتنا الغالية هجوما شرسا معبأ بالأحقاد والحسد والضغينة والعداء. وغالبية ما جاء من هذه الحملة وما ادعت به وسائل الإعلام لا ينسجم بأى حال من الأحوال مع مبادئ المملكة وقيمها التي يشهد بها القاصي والداني. دعنا ممن يتكلم أو ينبح فإن الأبواق لن تتوقف والمسيرة لن تتوقف، فكلما أنجزنا كلما زادهم ذلك غيظا، وهناك الكثيرون من يقفون لك بالمرصاد، وعلى قول القائل بالوحدة يستغلون أي شيء ضد المملكة، مثل استغلال حادثة الكاتب والصحفي جمال خاشقجى -يرحمه الله-. هذه الأفواه يريدون منك أن تؤمن إيمانا كاملا بأنهم لا يهمهم غير مصلحتك ومصلحة المملكة، وأن قطر وإيران والحوثيين والإخوان والقاعدة وحزب الله في الحقيقة كل هؤلاء هم أعداء المملكة، وكراهيتهم للمملكة وطنا وشعبا، لا هم لهم إلا مستقبل المملكة ونماؤها وازدهارها وأنهم ليلا ونهارا يبحثون عن مصالحك، وأن ما يقومون به من تشويه للسمعة والتقليل من شأنك ومن شأن ولاة أمرنا هو محبة لك، يخسؤون وتخسأ أقلامهم وأفواههم وقنواتهم وصحفهم ونواياهم الفاسدة الحاقدة؛ لأنهم ما يدرون، وكما قال سمو ولى العهد، وراءنا شعب عظيم. وجاءت الأوامر الملكية لإسدال الستار من خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين، بأن كل من اشترك في عملية الكاتب جمال خاشقجى سوف ينال الجزاء ويخضع للتحقيق. وأدركنا جميعا أن القصد من استغلال حادثة الكاتب خاشقجى ليس أن السعودية أصابت أو أخطأت، المقصود زعزعة الثقة بين القيادة والشعب ولتنفيذ أجندتهم الشيطانية، لم يتركوا بابا من أبواب الحقد والتزوير والتضليل والزيف وتغيير الحقائق إلا طرقوه، ولا خبرا إلا شوهوه ولا مشروعا إلا انتقدوه، ويريدون أن نصدق أن كل هذا لمصلحتنا ومن أجل مستقبلنا. من هنا يجب علينا الإكثار من رسائل تعزيز الثقة بقيادتنا والحب والاحترام الشديد لقراراتهم والالتفاف حولهم، وندعم ما يقومون به لخدمة الوطن والمواطن، وندعم المسيرة ونؤيد كل ما يقوم به ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، وقالها للعالم أجمع في مؤتمر مبادرة الاستثمار المقام بالرياض: لدينا شعب جبار ووعد بالشرق الأوسط الجديد والتكامل والتعاون بين الدول العربية، وأن يصبح الشرق الأوسط هو أوروبا القادمة، ولا أنسى أن أضيف إلى ذلك أن هناك عوامل عديدة تدعونا إلى توحيد الصف العربي، منها على سبيل المثال لا الحصر اللغة الواحدة والدين الواحد السائد من الشرق إلى الغرب ومن شماله إلى جنوبه، الجغرافية الواحدة والتي تمتاز بغنى الموارد الطبيعية وخصوبة الأرض والموارد البشرية والتراث والإرث والتاريخ والثقافة المشتركة. هذه السعودية العظمى بقيادتها وشعبها العظيم لإحياء مشروع التكامل العربي، من أجل مستقبل زاهر مشرق بالالتفاف حول قيادتنا، حفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها من حقد الحاقدين.