كثير من الشائعات وشيء من الحقيقة، هكذا تدور اللعبة، فالحدث هو المملكة.. وليس مواطناً سعودياً ليشغل وسائل الإعلام في العالم عدة أيام.. هكذا بدأ المجون الإعلامي. خاشقجي مجرد اسم أُدخل في سياق الحدث، وصنع منه قضية دولية تأصيلاً لإطلاق أكبر هجمة إعلامية مدعومة بالإمكانات كافة، ومتعددة في كل الوسائل والمنصات، فمن يشهد هذا الطفو من الأكاذيب والتسابق على بث التسريبات يدرك حجم التشوه المهني الذي أصاب تلك الوسائل.. تسريبات هي ليست حقائق، وإنما غايتها توجيه حيثيات القضية نحو موقف معين مخطط له قبل أن تتكشف الحقيقة التي لا يريدونها. والكل يتساءل ما هذه الأدلة المزعومة التي تملكها وسائل الإعلام وتظهرها، ولا تملكها السلطات الرسمية في تركيا.. ومن يسرب ولمن ولأجل ماذا؟ تسريبات تصل للصحف العالمية كافة قبل أن يتحدث المصدر الرسمي في موقع الحدث؟ من يصطف ليتصدر مشهد المنافحة هم ليسوا لهم علاقة لا بجمال ولا المملكة.. هم مندوبو دول الشر والتخريب في إيران «المرتاحة الآن» وقطر ومن عاونهما.. هم شرذمة الإخونج الذين يعرفون بخياناتهم لبلدانهم ووسائل مغرضة تقتات بالارتزاق تنشر فتحذف تكاد من كذبها أن تبلل نفسها. ماذا يجري حقاً؟.. رؤساء ومسؤولون في دول يصخبون في الأسواق.. ومؤتمرات صحفية تقام، وطرح أسئلة مكررة.. وسائل كانت معروفة سقطت في وحل الارتزاق والميول وفقدت عذريتها المهنية وشرفها الحقيقي باتباع أسلوب التهجم والكذب وفتح المجال لببغاوات الثرثرة.. برامج مؤطرة بأجندة واحدة تغتص بتحليلات وتفرد لقضية خاسرة جلّ أوقاتها، ويطرح المقدم أسئلة كرسائل موجهة ومحمّلة بالاتهام المسبق وليست أسئلة مهنية كلها عن المملكة وليس عن القضية.. والنتيجة؛ المملكة مرصود لها، ستكون متهمة متهمة في كل الأحوال. يدركون أننا متماسكون ومنتمون موالون متناغمون متكاتفون من الداخل.. لذلك يحاولون أن يأتوا من الخارج.. عجزوا عن صناعة الفوضى داخلنا فاصطنعوها في الخارج.. ليغدو هذا الواقع خيرة لنا؛ فما يحدث فرصة عظيمة لتصنيف الأشخاص والجهات والوسائل والدول والمصالح والعلاقات بين «مع أو ضد»، فمن يحايد أو يصمت فهو ضدنا.. وستكون الحقيقة مقبرة لواقعهم.. ويحيق المكر بأهله. فيأتي بيان الشموخ والردع والكرامة، فيبقى الشعب صامد الوعي، ومطمئن القلب، فهو يثق بالله أولاً ثم بقيادته الراسخة.. شعب يتشرب من حزم القائد وعزم ولي العهد بكل ولاء، الذي صنع بفضل الله وطناً ملهماً بقوة الموقف وموقف القوة.. فأمسينا وأصبحنا كلما تكالب الأعداء ازددنا انتماء، وكلما ثرثر الحاقدون الكارهون رددنا ببيانات الحنكة والعزة. ويبقى القول: من أراد أن يراك مخطئاً سيراك كذلك حتى لو كان كفيفاً.. لذا نحن لوطننا فقط ومصالحنا.. سيخسأ المتربصون.. فلا تهديدات، خطابات، ترهيب.. تهزنا، فنحن نعرف ما قيمة وخيارات ومقومات المملكة وتأثيرها العالمي في قادم الأيام.. وإن زادوا حمقاً زدنا حكمة.. وإن اتخذوا إجراءً اتخذنا أكبر. Your browser does not support the video tag.