أتت كلمة سمو ولي العهد التي ألقاها في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، التي انتظرها الجميع في الداخل والخارج لأهميتها بعد الحملة المسعورة على المملكة بسبب أحداث وفاة جمال خاشقجي في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول, شاملة لكل النواحي السياسية والاقتصادية والاستثمارية والاستشرافية، كما أنها حملت روح التحدي والتفاؤل. وفي هذا المقال سوف أذكر أهم النقاط والرسائل التي جاءت في خطاب سمو ولي العهد: أولاً: تعبيره عن بالغ حزنه لما حصل للمواطن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واعتباره أن هذا «حادث بشع، وغير مبرر تمامًا», في هذا إشارة لرفض القيادة مثل هذا الأمر الشنيع، وتأكيد لأسس الدولة التي تقوم على العدل ومحاسبة المجرمين. ثانيًا: التشديد على قوة الدولة، وأنها عتية وصعبة المنال على من يحاول المساس بها أو استغلال أي ظرف لتشويه سمعتها أو التقليل من مكانتها، وذلك «طالما موجود ملك اسمه سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد اسمه محمد بن سلمان في السعودية». ثالثًا: إشارة إلى شعب المملكة العربية السعودية بأنه أساس التنمية، وأنه ذو إرادة قوية وهمة عالية (مثل جبل طويق) لتحقيق ما تصبو إليه استراتيجية المملكة من ريادة وقيادة في كل المجالات، فهم «شعب جبار وعظيم، فقط يضعون هدفًا، ويحققونه بكل سهولة، ولا أعتقد أن هناك أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم». رابعًا: التشديد من خلال الإحصاءات والأرقام على نجاح استراتيجية المملكة العربية السعودية (رؤية 2030) التي يقودها سموه، وما حققته من إصلاحات وخطوات في تطوير الاقتصاد السعودي في السنوات الثلاث الماضية، وما سوف تحققه إن شاء الله. كما أكد سموه أن هذه الاستراتيجية سوف تشمل كذلك قطاعات الأمن الوطني حتى ينعم هذا الوطن بالأمان والاستقرار، ويظل حصنًا منيعًا في وجه الأعداء. خامسًا: استشرافه لمستقبل زاهر وواعد للمملكة والخليج، بل الشرق الأوسط ومصر، وأن هذه المنطقة سوف تكون «أوروبا الجديدة»، وأنه لا يوجد مستحيل، خاصة بعد رؤية نموذج دبي التي أصبحت عالمية ومحفزة للجميع. باختصار، هو خطاب قوة وعزيمة وأمل لشاب يراه المواطنون نموذجًا فريدًا لقائد المستقبل. ** **