أكدت رئيس قسم الاتصال والمستشارة الثقافية بالسفارة البريطانية في الرياض السيدة آن دونلي، أن أقامتها في الرياض ساعدتها كثيرا في التعرف على الجوانب الثقافية في السعودية عن قرب وبشكل مفصل. وقالت إن الفضل يعود بعد ذلك للجهود التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة لتحقق هذا المفهوم، تحت سقف واحد وهو ما تجده في المتاحف الرئيسية وكذلك مهرجانات الجنادرية واليوم الوطني. وتابعت حديثها: لقد بدأت تجربتي في المملكة حين أتيت للعمل كرئيس لقسم الاتصال في السفارة البريطانية في الرياض قبل ما يقارب الشهرين واستمتعت باقامتي في الرياض لانها مدينة رائعة وكبيرة وأحببت واقعها العمراني المتطور وأحرص على الاستمتاع بالنظر إلى المدينة من نقاط مرتفعة مثل برجي الفيصلية والمملكة للحصول على مساحة رؤية تجعلني أستمتع فعلا بهذه المدينة الجميلة، كما أحببت أيضا قربها من الصحراء فهناك مساحات شاسعة تجعلك تشعر بارتياح يصعب وصفه ويأخذك بعيداً عن صخب الحياة المدنية. ترحيب وتعاون وتضيف دونلي أن الحظ حالفها في زيارة مناطق اخرى في المملكة مثل جدة والقصيم، واليوم تزور المنطقة الشرقية في زيارتها الأولى لافتة إلى أن العامل المشترك بين تلك الزيارات هو ما لمسته من الكرم والترحيب الراقي من الجميع وهي صفات يشتهر بها الشعب السعودي وشهدتها على أرض الواقع، كما أن الأهالي ساعدوها في تطوير أدائها في اللغة العربية التي درستها قبل مجيئها إلى المملكة، لإيمانها بأنها جزء رئيسي في التواصل مع شعوب العالم والتعرف على لغتهم. المشهد الثقافي وأوضحت أنها تعرفت على الجوانب الثقافية في السعودية عن قرب وبشكل مفصل، والفضل في ذلك يعود للجهود التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة لتحقق هذا المفهوم والحرص عليه من خلال نشر مختلف الموروثات الثقافية من مناطق المملكة تحت سقف واحد وهو ما تجده في المتاحف الرئيسية ومهرجان الجنادرية واحتفالات اليوم الوطني، وهذا ما يجعلها تتعرف عن كثب على طبيعة التاريخ السعودي والأكلات التي يشتهرون بها والألحان والحرف التي يمارسونها قديماً وغيرها مما ينحدر من ذلك التاريخ العريق والثري، وأضافت أن الفعاليات الثقافية المماثلة التي تقام في جدة دليل آخر على حب واعتزاز هذه الأسر بالأرث الثمين والعريق وحرصهم على البقاء على اتصال به والاستمتاع بمشاطرتهم مع أبنائهم وهو ما يعتبر تفاعلاً مع توجه المملكة وحرصها على تعزيز التعاون الثقافي مع بقية الشعوب وفق ما تحمله رؤية 2030. تعاون شامل وقالت السيدة دونلي إن الحديث عن الرؤية يجعلني أعود للزيارة التي قام بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة في مارس الماضي وتم خلالها التوصل لعدة اتفاقيات استراتيجية بين البلدين، وكان التعاون على المستوى الثقافي أحد بنودها وهو أمر يستدعي التعاون المستمر ونراه يتحقق هنا في السعودية من خلال الجهود المشتركة بين هيئة الثقافة والبعثة الدبلوماسية البريطانية فالجميع يعمل بشغف وهو أمر مفرح وأنا سعيدة لأكون جزءا من هذا التعاون. تواصل مباشر وأكدت المستشارة الثقافية على الاتصال المباشر بين السفارة البريطانية والمواطنين السعوديين، مشيرة إلى وجود 10.000 طالب سعودي في بريطانيا تقريباً و150.000 يقصدون المملكة المتحدة طوال العام، وتقوم السفارة ببذل الجهود المستمرة لتسهيل عملية حصولهم على التأشيرات المطلوبة، ولعل مركز التأشيرات الذي تم افتتاحه حديثا في الرياض لضمان العمل بسرعة وسلاسة أكثر على اصدار التأشيرات دليل على ذلك، وفي المقابل هناك أعداد كبيرة من البريطانيين يزورون السعودية لاغراض مختلفة وقد يصل العدد إلى 130.000 طوال العام، منهم مسلمون يأتون لأغراض العمرة والحج، وجميعهم يحصل على معاملة ممتازة وهو ما تشكر عليه الحكومة السعودية، وهو وجه آخر للاتصال المباشر الذي يسهم في خلق هذه الروابط والفهم والتقارب بين المواطنين في البلدين الصديقين.