يبدأ زائرو (فرنسا) في الجنادرية جولتهم وسط شارع الشانزيليزيه الباريسي ليعيشوا أجواءها ويستكشفوا جمهورية فرنسا ثقافياً وتاريخياً وحضارياً ، من مقاطعة كان مروراً بالعاصمة (باريس) وحتى مدينة مرسيليا البحرية من خلال خطوات في جناح الضيف الفرنسي المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية في دورته الخامسة والعشرين. ويتنقل الزائرون في جناح فرنسا بين صفحات وصور للإرث الثقافي الفرنسي في أجواء من إيقاع الأكورديانية الكلاسيكية القادمة من جنوب الريف الفرنسي . ففي مساحة تقدر من 80 متراً طولاً و25 متراً عرضاً ستجد عرضاً حياً ومتنوعاً لفرنسا من مسارح ومشاهد وديكورات وإضاءات وأصوات تجعلك تسافر إلى الحضارة الفرنسية عبر العصور وتعيش وسط الريف الفرنسي المعروف بهدوئه وطبيعته الساحرة من خلال مسار خطي مستقيم يجعل الزائر يمر بباريس ثم بقية القرى والمقاطعات الفرنسية . شارع باريس ، المرصوف بالحصى على طول المسار يقابله قاعة سينمائية ذات إضاءة عالية وشاشة كبيرة وأماكن مهيأة للجلوس تعرض شاشتها صوراً حية عن فرنسا وأفلاماً وثائقية عن بعض المقاطعات والمدن الفرنسية ، وأهم الأماكن السياحية المشهورة بفرنسا والمعالم الحضارية. وفي جانب آخر المقهى الباريسي الذي يقدم أصناف متعددة من القهوة الفرنسية والكعك والشيكولاتا الريفية على شرفة مطلة لصورة فوتوغرافية كبيرة لباريس. ومنها إلى الشوارع الباريسية التي تعرض جزءاً من التراث الفرنسي في المدن ، وطريقة العمارة القديمة والحديثة عبر صور فوتوغرافية تحكي مسيرة الهندسة المعمارية للقرى والأسواق أضافت رونقاً ممزوجاً مع عرض لسيارات فرنسية حقيقة مثل البيجو والسيتروان وعرض مرئي للقطار الفرنسي السريع الذي يخدم باريس والمقاطعات الأخرى. بإمكان الزائر أن يرى العديد من فنون الرسم والنحت الواقعية والكلاسيكية والتجريدية التي اشتهرت بها المدارس الفرنسية القديمة كما بإمكانه أن يطلب رسم صورته من خلال الرسامين والنحاتين الفرنسيين المتواجدين في المعرض ، بالإضافة إلى رسامي الكاريكاتير وعازفي الأكورديون والبهلوانيين الذين يمشون في شوارع باريس المجسمة في الجنادرية خالقين جواً من الإبداع والبهجة. وداخل هذه الفضاءات المتعددة الأنواع والأشكال في جناح فرنسا تعرض مختلف الأنشطة مثل معرض للأزياء التقليدية والفلكلورية ومعرض الكوت دازور وفضاء مخصص لمتحف اللوفر ومعهد العالم العربي ومعرض الكريستال وحرفيو المجوهرات والديكور ونحاتو الجص. وتفوح رائحة الخبز الفرنسي في طرف المعرض حيث أنشئ فرن خاص به يقدم خدماته للزبائن طيلة أيام المهرجان ومركز تسوق يعرض المنتجات التي اشتهرت بها فرنسا كأصناف الأجبان واللحوم والخضار والفواكه كل ذلك إلى جانب الألعاب الشعبية الحاضرة بالجنادرية. ذلك الحي الفرنسي الذي ينقل جوانب من فرنسا بتصاميمه يتيح للزائر أن يتجول ويتسوق في الأجنحة التجارية بالمعرض سيستريح في مقهى ومطعم برج إيفيل الشهير بباريس والاستمتاع بالذوق الفرنسي وسيرى معالم باريس الحقيقة من خلال الديكور الذي تم تركيبه بعناية ليحاكي الواقع الباريسي وسط صور فوتوغرافية ولوحات لرسامين فرنسيين ، ومكتبة لعرض أهم المواقع السياحية في باريس والمقاطعات الأخرى ، إضافة إلى إتاحة المجال لممارسة لعبة فرنسية قديمة. سفير فرنسا لدى المملكة برتران بيزانسينو قال إن الثقافة الفرنسية ستظهر بوفرة في مهرجان الجنادرية هذا العام ، حيث أعلن مؤخراً أنه من المقرر أن يكون عرض الموروث الفرنسي التراثي والفلكلوري وفق الطريقة المتوارثة من القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وسيكون في المعرض جناح للتكنولوجيا الفرنسية مثل نموذج القطار فائق السرعة. وأوضح السفير الفرنسي بيزانسينو أن المشي خلال الجناح سيأخذ الزائر من جزء إلى آخر في فرنسا” ، مع الأخذ في الاعتبار روح الجنادرية والثقافة السعودية ، وقال بيزانسينو إن مشاركة فرنسا في مهرجان الجنادرية هذا العام يمكن أن تشكل الأساس لإقامة مركز ثقافي فرنسي في المملكة والعكس بالعكس، كما اقترح الأمير خالد الفيصل. وتنقسم المشاركة الفرنسية في الجنادرية إلى ثلاثة أجزاء (فكري ، فلكلوري، ثقافي) فمن جانب المشاركة الفكرية سيشارك مجموعة من الخبراء السياسيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات بمحاضرات خاصة تقام خلال فعاليات المهرجان حول مواضيع هامة على الساحة كالمواضيع الاقتصادية ، وموضوع حوار الحضارات ، وسيخصص يوم للشعر بمشاركة شاعرين فرنسيين هما : فرانسيس كومب شاعر ومدير دار النشر (لوتون ديسوريز) والشاعر (بيير برونيل) أستاذ بجامعة باريس سوربون كبير المتخصصين في بول فرنيل)، أما الجانب التراثي الفلكلوري فسيخصص جناح خاص من مبنى مساحته تقارب 200 متر. أما الجزء الثقافي فقد دعت فرنسا مجموعة من الفرق الفلكلورية والفنون والعادات الشعبية وراقصات الفلكلور ، كما ستشارك المطربة (صافو) الفنانة الفرنسية المشهورة والتي تغني بمجموعة لغات منها اللغة العربية بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وسيشارك الشاعر الفرنسي (فرانسيس كومب) بيوم الشعر في فندق ماريوت بحضور صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية. في حين تنوي فرنسا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة الآثار بالسعودية إقامة معرض عن الكنوز السعودية في متحف اللوفر بفرنسا وذلك لما لدى المملكة من رصيد ثقافي وآثاري وحضاري زاخر وكبير الأمر الذي رغّب بالمسئولين في البلدين إلى إقامة مثل هذا المعرض عن الكنوز السعودية خلال الفترة القادمة في أشهر متاحف العالم وهو متحف اللوفر ، وهي فرصة سانحة للتعرف على المملكة عن قرب والنظر إلى التطور الذي وصلت له في كل المجالات والازدهار الذي تعيشه ، وهي كذلك فرصة لرؤية المملكة بواقعها الحقيقي . وهي محاولة من المسئولين الفرنسيين للمساهمة في التعريف بالمملكة لشعب فرنسا وللزوار بشكل عام في المعرض الذي سيقام في متحف اللوفر الذي من أبرز أهدافه إظهار الواقع السعودي ، في الوقت الذي فيه قلة في العالم يعرفون بالضبط ما هي الكنوز الآثارية والحضارية والثقافية الموجودة في المملكة ، بالإضافة إلى أنها فرصة لرجال الأعمال للتعرف عن قرب على حجم الإصلاحات الكبيرة التي شهدتها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والإطلاع كذلك على المشاريع التنموية الكبيرة التي تشهدها المملكة). ويؤكد السفير الفرنسي في هذا الصدد متانة العلاقات القوية التي تربط البلدين الصديقين المملكة وفرنسا على أكثر من مستوى وخصوصاً على المستوى الثقافي الذي من أبرز معالمه أن تكون جمهورية فرنسا ضيف شرف في مهرجان الجنادرية الخامس والعشرين لهذا العام الذي تم افتتاحه يوم الأربعاء الماضي. ويعد جناح جمهورية فرنسا في الجنادرية فرصة سانحة للزوار للتعرف عن قرب على موروثاتها الثقافية والفنية والتاريخية والحضارية بالإضافة إلى التعرف على الفنون الجميلة التي تزخر بها فرنسا والحياة اليومية في المدن الكبيرة وفي الريف الفرنسي ذات الإرث العريق والتاريخ العتيق. وهي فرصة لاكتشاف الكثير عن ثقافة فرنسا الدولة الضيفة، وثقافة البحر المتوسط عموماً، عبر عرض لأهم ملامح النهضة الفرنسية التي تحققت، وأبرز الملامح التاريخية. ومن أبرز الفنون التي سوف تعرض طيلة أيام مهرجان الجنادرية هي فن الأولدارا وهو فن يرمز إلى إقليم الباسك نشأة هذا الفن بهدف إعادة اكتشاف تقاليد وثقافة وتقاليد الباسك ، وهي فرقة رسمية تابعة لمدينة بياريتز وتتميز الأولدارا بالجودة والأصالة وقد نالت فرقة الأولدارا جوائز عدة وقدمت عروضاً في أرجاء باريس والولايات المتحدةالأمريكية وفنزويلا وكولومبيا والغابون . ومن الفنون الأخرى فن أمبي وريوم وهي فرقة للفنون التقليدية والشعبية لجنوبفرنسا منذ أكثر من70 سنة وتقدم الفنون بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، وهذه الفرقة علامة فارقة في الفنون الفلكلورية الفرنسية وشاركت الفرقة بعدد من المناسبات والمهرجانات الدولية مثل اليابان والمغرب واليونان وأمريكا وإنجلترا وبولندا والمكسيك . ومن الفنون النسائية التي سوف تقدم في المهرجان فرقة الراقصات البروتونيات وتقدم رقصات شعبية في الأيام المخصصة للنساء وهي فرقة متحدرة من شبة جزيرة رويز الفرنسية المشهورة بالفلكلور الفرنسي ، ومن الفنون الأخرى فن السباهي العسكري وهو فوج عسكري مشارك في الجنادرية بجنود الخيالة القادمة من فالنسيا ، والسباهي الآن تقليد موروث يتيمز بلباسه التقليدي وطريقه عرضه المميزة . وسوف يشارك ثلاثة طلاب من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة يقدمون مهاراتهم في الرسم طوال فترة المهرجان من خلال التعامل مع الفن المعاصر بتطبيقات فنية وورش تقنية . وباستطاعة الزائر أن يتعرف على الأزياء الفرنسية التقليدية لكل جزء من فرنسا حيث سيتم تقديم 23 زياً تقليدياً للجمهور من قبل شخصين سيشرحان تاريخ كل زيّ والمواد التي صنع منها وكيفية خياطته وتطريزه.