بدأ الأكراد التصويت في انتخابات برلمانية بإقليم كردستان العراق شبه المستقل أمس الأحد ومن المتوقع على نطاق واسع أن يستمر الحزبان الرئيسان في اقتسام السلطة رغم تنامي الاستياء. وتأتي الانتخابات بعد عام من قيام الاقليم، الذي يقطنه ستة ملايين نسمة بمحاولة فاشلة للانفصال عن بقية العراق في حملة قادها مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني. واحتفظ برزاني بقاعدة تأييد رغم سحق الحكومة في بغداد لمسعاه من أجل الاستقلال. والانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تشير إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكن أن تكون له اليد العليا في تحالف حاكم يضم الحزبين. ولم تتمكن المعارضة الضعيفة من تحدي تحالف الحزبين الرئيسين. ويهيمن الحزبان على الحياة السياسية الكردية منذ عشرات السنين. وقالت حليمة أحمد (65 عاما) وهي تسير متكئة على عصاها في مدينة أربيل مقر حكومة إقليم كردستان العراق «لا أعلم لمَنْ سأدلي بصوتي لكن عائلتنا كانت دوما مؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني. ابني سيختار لي مرشحا». وأدت محاولة الاستقلال الفاشلة في الإقليم الغني بالنفط إضافة إلى سنوات من الجمود السياسي وتوقف صرف الرواتب والفساد إلى تقويض الثقة في العملية السياسية وقلصت أعداد مَنْ يقبلون على التصويت في الانتخابات في الفترة الأخيرة. وتقول أغلب الأحزاب الرئيسة إنها لا تتوقع أن يشارك أكثر من 40% من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 3.085 مليون في الانتخابات، التي تستمر حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 72 ساعة. ويضم برلمان الإقليم 111 مقعدا منها 11 مقعدا تخصص للأقليات العرقية. كان أداء الأحزاب الكردية ضعيفا في الانتخابات الاتحادية العراقية في مايو وسط مزاعم عديدة اتهمت الحزبين الرئيسين بالتزوير ولم تتأكد عند إعادة فرز الأصوات فيما بعد. وضعفت حركة التغيير الكردية (كوران) المعارضة الرئيسة بسبب صراعات داخلية ووفاة مؤسسها وزعيمها نيجيرفان مصطفى العام الماضي. وكان الاستفتاء على الاستقلال في سبتمبر 2017 قد وعد بوضع الأكراد على مسار إقامة وطن لهم وصوّت نحو 93% لصالح الاستقلال رغم الضغوط من الحكومة المركزية في بغداد والتهديدات من تركيا وإيران المجاورتين.