يحضر الزعيم المؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في مثل هذا اليوم من كل عام، ليس في ذاكرة السعوديين وحسب، وإنما في ذاكرة التاريخ والعالم بوصفه قائد أول وحدة عربية حقيقية في العصر الحديث، وباني واحدة من أهمّ دول ال(G20)، لكن حضوره هذا العام قد يختلف بعض الشيء عن حضوره الذي يتكرر كل عام مع اليوم الوطني المجيد، إذ يحضر هذه المرة متجسدًا في شخصية حفيده ملامح، وكاريزما، وزعامةً، وإنجازاً، يحضر بعد أن قدّم صانع المجد الجديد، ومؤسس الدولة السعودية الرابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للوطن وللمواطنين رافعة أحلام وطنية لا تُثقل كاهلها التطلعات، ولا تَفُتّ في عضدها المستحيلات، قدّم لهذا الوطن قيادةً تطاول بطموحاتها عنان السماء، وتتناغم في بصيرتها مع فتوّة هذا الشعب الذي يُشكل فيه الشباب الأغلبية، قيادةً تستجيب لاستحقاقات العصر ومتطلباته في الاقتصاد غير المزاحم، والمحتوى الرقمي، والأمن السيبراني، كل ذلك عبر شخصية سمو ولي العهد الشاب الذي تقدمه أعماله التي تسبق أقواله، والذي استنسخ صورة الزعيم، واستعادها إلى أذهان مواطنيه شبَهًا وعزيمةً، وبأسًا، وهيبةً، وحنكة، وعملًا، ليأخذ برعاية والد الجميع خادم الحرمين الشريفين هذا الوطن ومواطنيه، ومثلما فعل جده، وفي غضون عام واحد منذ توليه ولاية العهد إلى موقع آخر، ومرتبة أخرى، ومنصة أعلى، ليجعل من أحلام الشباب لبِنَات بناء، وسلالم مجد يجدها الناس في صباحاتهم مع كل إشراقة شمس على هيئة مشاريع عملاقة تبدأ من الاستثمار في عقول شباب الوطن، ولا تنتهي عند تنويع مداخيله، في رؤية نابهة تختصر العبور إلى الزمن الجديد لمنافسة الكبار في حلول عام 2030، بل ليصنع التغيير الذي صنعه جده يوم أن أدخل وسائل العصر الحديث كالسيارة والبرقية، مما توجّس منه جيله قبل أن يدركوا بُعد نظره، وهو ما يفعله الحفيد في ظل رائد التغيير سلمان الحزم والعزم، الذي حرّك قضبان سكة القطار الوطني ليجعله يعبر إلى الأعلى والأمام، وليمنع تباطؤه في محطة العادة، أو الاسترخاء في محطات الركون إلى الموجود ليفجّر أحلام الأمة، ويضعها في عهدة قيادةٍ شابة تعرف إلى أين ستمضي بالبلد، وليصنع بالنتيجة من كل أيام العام يومًا وطنيًا لا تغيب شمسه. والمجد للوطن.