من مدرسة (سلمان بن عبدالعزيز) جاء هذا الشاب المتوقد ذكاء وفطنة، الالمعي والمفتون بالتحدي والتفوق على الذات، إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز صاحب ال35 عاماً، نموذجاً للشاب الذي يرنو نظره إلى الافق البعيد، هو واقعي وحالم في ذات الوقت، حازم ولديه مساحة كبيرة من الإنسانية، صاحب قرار وعنده اقصى القدرات على التفكير المنهجي. الأمير محمد بن سلمان عاشق التفوق منذ نعومة اظفاره، بزّ عن زملائه، وتميز عن أقرانه، وامتطى سفينة التميز، فكان عنوان العصامية ولا أدل على ذلك من جسارته على مزاحمة أهل الصف الأول من المتفوقين، عندما اقتحم نادي العشرة الأوائل الناجحين في الثانوية العامة، بعد مكابدة وجهد وسهر على كتبه وكراريسه أيام كان طالباً بالثانوية العامة. كان يريد أن يستمتع كحق مشروع له كشاب مثابر بذاته وهو في المقاعد الأمامية من المبرزين، فلم يكتف بتفوق الثانوية العامة، وإنما دلف إلى الجامعة بروح وثابة أكثر تحريضاً على التفوق والنجاح والتميز، فاختار تخصص القانون ك(فراسة) قل نظيرها في أن ذلك التخصص سيكون أهم معيناته على مهام حياته العملية المستقبلية، فدرس القانون بجامعة الملك سسعود ثم تكررت معه حكاية التفوق والإبداع واعتلاء مجد البروز بجهده الذاتي. خرج من الجامعة وهو يحمل في يديه (شمعة) الترتيب الثاني بين زملائه بشهادة البكالوريوس في القانون، مضيفاً إلى حياته الخاصة مجداً آخر ناله بعرقه وسهره وتعبه، وحصل عليه بذكائه وقراءته الفاحصة لمجريات الحياة من حوله، ثم اقتحم المجال العلمي متسلحاً بكل ذلك التحصيل العلمي، وبإرث باذخ الثراء من روح التميز، الذي صنع في داخله حقيقة، أن "التميز يقود إلى التميز" وأن "النجاح يقود إلى نجاح آخر".. فصارت صفتا التميز والنجاح ثقافة خاصة لهذا الأمير الشاب الذي لفت إليه الانظار. كل ما تقدم كان يمكن أن يكفي لأن ينطلق شاب بهذا الإرث التراكمي من النجاح والتفوق ليكون بارزاً وناجحاً ومميزاً في حياته العملية، لكن ماذا وقد اضيف لكل ما تقدم شيء آخر لا يقل ثراء وجمالاً، إنه الاغتراف لا اقول من مدرسة سلمان، بل من جامعة سلمان، وسلمان من هو؟.. إنه رمز الحكمة الإدارية، ومعلم السياسة الرشيدة، وصاحب الحزم والحلم، ومن كان يعود إلى رأيه الكبار، ويستنير برشده البارزون، ويلتمس من فكره النير من تختلط عليه الألوان.. فكان محمد بن سلمان بذكائه وحدسه وفراسته اكثر حرصاً على اقتناص كل لحظة ممكنة للافادة من جامعة والده الملك سلمان حفظه الله. وانظر بعد ذلك كيف ستكون شخصية هذا الأمير الشاب محمد بن سلمان وقد نهل من معينين.. الأول من التعليم الثقافي، والثاني من جامعة وحياة والده.. وكأني بهذا الشاب الأمير قد امتلك المجد من أطرافه، وساقه القدر ليكون هذا الموهوب المتوثب عاشق التميز، ليكون ممن يتربى في بيت سلمان وعلى محراب فكر والده، بما عمل على زيادة تأطير رؤيته للحياة العامة، وبلورة أفكاره، وصياغتها في قالب عالي الدرجة من الدهشة والبهاء والألمعية. وفي حقيقة الأمر فان (محمد بن سلمان) جاء إلى المجد من بابه الأمامي الواسع، كما هي سيرة وحال الكبار والنابهين والمتوقدينِ، جاء إلى موقعه الحالي وزيراً للدفاع ومسؤولاً بعد الله عن الذود عن حياض وطن الحرمين ومقدساته وأهله وخيراته، برصيد تراكمي ذاتي شخصي، وبرصيد مهني متعدد الأدوار لشاب يعشق العمل في عدة مجالات في وقت واحد، بل ويحقق في كل منها نجاحاً، ويضع بصمة. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، هو الآن اصغر وزير دفاع في العالم، وهذه في الواقع قصة تحدي تستحق التوقف حيالها طويلاً، وهو حفيد الراحل مؤسس هذا الكيان الكبير جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله، أمير وسليل بيت العز والكرم والكبرياء والمجد والقيادة، نموذجاً للشباب في وطن أكثر من نصف سكانه شباب، قائد المستقبل ومهندس الشأن الاقتصادي والتنموي السعودي، أمير شاب يعشق العمل المتواصل، لا يعرف الكل ولا الملل، ولا يستكين للراحة إلا قليلاً، بعد أن يكون مطمئناً إلى أنه قد انجز، بشارة خير وفأل سعادة قدمها لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قدمها للوطن السعودي، ليكون هذا الأمير الشاب نموذجاً لكل الشباب في العمل بدون حدود، وللتفوق والإبداع بدون نهاية، وليكون ملهماً لنا بمستقبل يحمل مسؤولياته شبابه.