أصبح السعوديون يرون وطنهم قاب قوسين من صنع معجزات تليق بما وصل إليه العالم من نهضة وتقدم ٍمذهل، ويرون قائداً شاباً استثنائياً فجّر طاقات البلد واستخرج مكامن القوة فيها أعظم مما أحدثته ثورة النفط في المملكة في بداياتها من دهشة لدى السعوديين، والعالم.. في شهر أكتوبر عام 1938م أعلنت المملكة رسمياً عن اكتشاف الزيت بكمية تجارية في بئر الدمام رقم (7)، وفي مايو 1939م تم تصدير أول شحنة من الزيت الخام، وكان الملك عبدالعزيز هو من أدار الصمام بيده لتعبئتها. وفي شهر أكتوبر من عام 2017م يقف الأمير الشاب محمد بن سلمان حفيد عبدالعزيز ليعلن للعالم بداية انعطاف تاريخي جديد تشهده المملكة، وتحول نحو المستقبل الذي يليق بالمملكة وطناً وبالسعودي مواطناً. بين هذين المشهدين ترابط ٌعجيب، وقواسم مشتركة لا يمكن تجاهلها؛ فبقدر ما أحدث اكتشاف النفط بكميات ٍتجارية ٍفي عهد المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- من تفجير ٍللأحلام في قلوب وعقول السعوديين قادة ًومواطنين، وجعلهم يحلمون بمستقبل ٍزاهر ٍينقلهم إلى دولة في مصاف الدول العظمى من التمدن والحضارة والعيش الكريم؛ كذلك يأتي إعلان الأمير الحفيد محمد بن سلمان -حفظه الله - عن انطلاق مشروع ( نيوم ) ليحدث أثراً، ويحمل دلالات، ويعد بنقلة ٍلا تقلّ عما صاحب لحظة الإعلان عن النفط في هذه الصحراء العظيمة ليحولها إلى دولة مدنية عظمى تملأ ثقلاً عالمياً سياسياً واقتصادياً يؤثر في مسار أحداث العالم. وفي أيام قصيرة توالت الأحداث السعيدة العظام، والدهشة ماتزال سيدة الموقف لدى جميع الناس من مواطنين ومقيمين داخل المملكة، وأصبحت السعودية هي حديث العالم ومايزال الحديث والتعليق مستمراً في كل وسائل الإعلام العالمية. أصبح السعوديون يرون وطنهم قاب قوسين من صنع معجزات تليق بما وصل إليه العالم من نهضة وتقدم ٍمذهل، ويرون قائداً شاباً استثنائياً فجّر طاقات البلد واستخرج مكامن القوة فيها أعظم مما أحدثته ثورة النفط في المملكة في بداياتها من دهشة لدى السعوديين، والعالم. يا ترى ماذا كانت طبيعة الأفكار والأحلام التي كانت تدور في ذهن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهو يدير بيده صمام تعبئة النفط معلناً بدء تصديره من المملكة؟ وإلى أي مدى وصلت طموحات ذلك القائد العظيم تجاه ما يمكن أن يحدثه هذا الإنجاز من أثر عظيم على شعبه ووطنه؟ وبأي روح كان يقول كلمته الخالدة: "سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم"؟. لا يمكن أن نرى فارقاً كبيراً بين هذا المشهد ومشهد الأمير محمد بن سلمان جالساً على المنصة أمام شعبه والعالم في أكتوبر 2017م ليعلن لحظة الانطلاق إلى المستقبل الذي يحمل من الأحلام والآمال والطموحات في ذهنه لشعبه مثلما كان يحمل جده المؤسس -رحمه الله- في أكتوبر عام 1938م. ورغم قوة الدهشة والانبهار فيما أزجاه سمو ولي العهد لشعبه وللعالم من أخبار استثمارية واقتصادية عظيمة؛ إلا أنها لم تكن لتحجب عن الأنظار ما أظهره سموه من شخصية تتمتع بالقدرة وقوة الحضور والثقة والثقافة العالية التي تؤهله للقيادة والريادة، وتبعث على الطمأنينة الكبرى على مستقبل يقود صناعته مثل هذه الشخصية الفذة وغير المسبوقة. وقد جاء هذا الحدث الكبير اقتصادياً غير منفصل تماماً عن نتائج النجاحات السياسية الضخمة التي نجح سموه فيها لتتوالى الإنجازات السياسية للمملكة خلال وقت قصير منذ تولي سموه ولاية العهد، ليجعل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- مركزاً لصناعة القرار في العالم، وقاعدة، وقائدة لتوجيه أحداث منطقة الشرق الأوسط والعالم، من خلال سرعة مذهلة في الاستجابة لمتطلبات الأحداث، وقدرة فائقة للتعامل مع متغيرات الظروف، مصحوباً بعون الله وتوفيقه، تحفه دعوات الصادقين من شعبه، ومساندة المبدعين من فريق عمله. حفظ الله لنا ملكنا أبو فهد، ومحمد ولي العهد، وأدام علينا العز والمجد.