ربما يكون هذا المقال موجهًا لمتابعي «في وهجير» من الشباب المحب للشعر بشكل خاص والذين يعتقدون أن بإمكانهم أن يصبحوا شعراء في يوم ما. تردنا اتصالات يشتكي أصحابها من عدم نشر مشاركاتهم الشعرية عبر عدة منابر إعلامية ويرون حسب وجهة نظرهم أنها مشاركات مكتملة ولا ينقصها شيء، بدليل ردود الأفعال التي تصلهم عبر تويتر والسناب والواتساب وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. غالبية هؤلاء بعد أن اقرأ أو اسمع منهم مشاركاتهم أتفق مع من رفض نشرها لهم ماعدا حالة أو حالتين فقط استغربت فيها تجاهل أحد الزملاء لهما، حيث وجدت فيهما القدرة على الكتابة بشكل جيد مع الحاجة لبعض التوجيه لا أكثر. مشكلة بعض القراء، وأغلبهم من الشباب الذين يهوون الشعر ويحرصون على قراءته وسماعه، انهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يكونوا شعراء متناسين أن الشعر موهبة قبل كل شيء، متى ما وجدت في الشخص فإنها تحتاج إلى الصقل والاهتمام من قبل صاحبها أولًا من خلال تكثيف قراءاته واستشارة من سبقوه من شعراء متمكنين ونقاد، مع الملاحظة أن الاستشارة قد تضر أكثر مما تنفع إذا طُلبت ممن لا يملك أي قدرة على الإفادة. أما من يحب القراءة ولا يملك الموهبة التي من الممكن أن تصنع منه شاعرًا فيجب عليه ألا يبالغ في تطلعاته وألا يبدأ في تكوين عداوات مع من يعطيه وجهة النظر الصحيحة تجاه محاولاته الشعرية، فهذا ناصح له، وهو لو كان يملك الموهبة وهي الأساس لتم ملاحظة ذلك سريعًا من المستمع سواء أكان هذا المستمع معدًا شعبيًا أو ناقدًا أو شاعرًا أو حتى أي شخص قريب منه له اهتمامات بالشعر والشعراء.