شك أن تفكير الإنسان العاقل الطبيعي، بكل أبعاده وبكل تطلعاته في كل مكان من هذا العالم وعلى امتداد الزمن الماضي والحاضر والمستقبل تفكير يصنع المستقبل، وبكل تصنيفاته صعودا وهبوطا إنما هو خاضع لأنماط تفكير متعدد، وقد يكون نمط التفكير متخصصا وموجها لشيء بعينه ولا يكون لشيء آخر.. لكن هذا التفكير الجمعي الذي يتشكل من نتاج تفكير فردي لا بد أن يصل بعد هذه المرحلة من المخاض الفكري إلى نتائج عقلانية لكي تحقق أهدافا يتفق عليها الجميع أو بعضه...إن الطموح الإيجابي الذي يرتقي به الإنسان والمجتمع إنما يكون من أجل الإنسان نفسه والجغرافيا التي يقطنها على حدٍ سواء، حيث يكون كل ذلك في المسارات الإيجابية الصاعدة.. من أجل تحقيق ذلك وجب على كل فردٍ من هذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) على قلوبنا ونفوسنا أن يدرك أن الأوطان لن تُبنى ولن يُكتب لها النجاح والتطور في كل أو بعض المجالات ما لم يُحقق كل مواطن هذه الأهداف السامية التي يجب أن تكون كل أهدافها من أجل الإنسان والوطن ومن أجل تقدمه ورفعة شأنه ليكون في مصاف الدول المتقدمة.. يجب على كلٍ منا أن يجمع كل قدراته وطاقاته لتحقيق الأهداف المشتركة التي هي القصد والغاية ذات الأهداف السامية، وهي بالتأكيد يجب أن تكون قاسما مشتركا نبيلا بين الجميع في كل مناطق الوطن وبين كل شرائحه وأطيافه. إن مجتمعنا لا شك أنه يصبو ويهدف إلى التقدم على جميع المستويات العلمية والمعرفية والتقنية. ولا شك أن مجتمعا هذه أهدافه لا بد أن يكون قادرا على خلق اقتصاد يزدهر وينمو بشكل متواز ومتوازن مع طموح قيادتنا الرشيدة التي أكدتها رؤية 2030. بعد هذه المقدمة فإنني سأُركز في مقالي هذا على ما توليه الحكومة الرشيدة من خلق وإيجاد فرص عملٍ في جميع المجالات لشبابنا المتطلع لتحقيق تطلعات الوطن (سعودة قطاعات الأعمال) والتطلعات الشخصية والاجتماعية التي تحقق النمو والازدهار والاستقرار، إن الذي يبحث عن تلك الفرص أو بعضها وبالذات في الأعمال التجارية والصناعية الخفيفة والخدمية الفنية والتقنية التي كانت حكرا على غير السعوديين، فإنه الآن يجدها بكل سهولةٍ ويسر ودون عناء بحث يذكر. إن توطين الكثير من الأعمال والمهن والحرف لجدير بأن نفكر فيه تفكيرا جادا كخطوةٍ أولى تهدف إلى إشغالها بمواطنين يكون هدفهم الأسمى والأول والأخير في الحاضر والمستقبل إنعاش الاقتصاد الوطني، وجزء من ذلك الاحتفاظ بالسيولة الهاربة خارج الوطن والتي تقدر بالمليارات من الريالات سنويا والمحولة من قبل العمالة الأجنبية. إن أي شاب بمقدوره الآن أن يجد فرصة تناسبه قد تُحقق أو ربما تحقق طموحاته التي تُحقق الأهداف المشتركة بين الوطن والمواطن، لا تقتصر هذه الفرص على الشباب فقط كما كان سابقا، إنما هذه الفرص أُتيحت لكل باحث عن عمل من شباب الوطن ومن كلا الجنسين. الأوطان لا يمكن أن تتطور وتتقدم بغير عقول وسواعد أبنائها.