التقى صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بعد ظهر امس فى قصر المؤتمرات بجدة بمسؤولى وزارة المعارف ومديرى عموم التعليم للبنين والبنات بالمملكة بحضور معالى وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ومعالى نائب وزير المعارف لتعليم البنات الدكتور خضر بن عليان القرشى وذلك ضمن الاجتماع السنوى الذى تعقده وزارة المعارف فى كل عام.وفى بداية اللقاء القى معالى وزير المعارف كلمة عبر فيها عن سعادته ومنسوبى التعليم فى المملكة بلقاء صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية. وحمد الله سبحانه وتعالى على عودة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز لارض الوطن بعد رحلته العلاجية التى تكللت ولله الحمد بنجاح العملية التى اجراها سموه فى جنيف . وقال معاليه (اننا يا صاحب السمو نعرف مقدار الامانة الملقاة على عاتقنا ونحن نرى أنفسنا اصحاب رسالة ولسنا موظفين. نحن اصحاب رسالة لان المجتمع وولى الامر قبل هذا ائتمننا على انفس وأغلى ما نملك . على فلذات الاكباد نهذبهم بالاخلاق الاسلامية الفاضلة ليتخرجوا من مدارسنا ان شاء الله اعضاء فاعلين ومنتجين) مؤكدا معاليه حرص وزارة المعارف وسعيها الدائم لتتبوأ امتنا المكانة التى ارادها لها الله حين اراد سبحانه وتعالى ان تكون خير أمة اخرجت للناس. عقب ذلك ارتجل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين. معالي الاخ محمد الرشيد وزير المعارف إخوانى المسؤولين عن التعليم فى بلادنا العزيزة . أولا أشكر معالي الاخ محمد اذ اتاح لى هذه الفرصة ان التقى بكم. وفضلا عن أنى أحد المسؤولين الا اننى أب كذلك مثلما أنتم أو مثلما هو كل مواطن .وندرك جميعا أن المسؤولية الملقاة على كواهلكم مسؤولية كبيرة وهى من اعظم المسؤوليات ومن اولوياتها. لقد تحدث معالى الاخ محمد عن التعليم ومسؤوليات المسؤولين عن التعليم وقد أوفى واضفى وهذه هى الامور والاشياء المطلوبة منكم ويتطلع اليها كل اب وكل أم . لاشك كما قال الاخ محمد ان هؤلاء هم فلذات اكباد كل مواطن ومواطنة وهم اعز ما لدينا وهم رجال ونساء المستقبل فكيفما يكونون تكون هذه الامة فى حاضرها ومستقبلها. نعم الامانة كبيرة ودقيقة ولكن انتم اهل لها فأنتم ابناء هذا الوطن. وشاءت ارادة الله ان تكونوا مسؤولين بعد ان اختاركم ولى الامر مؤمنكم بشكل مباشر.. مؤمنكم ثقته بوزيركم. لهذا لابد ان نعطى التعليم والتربية فى بلادنا اقصى درجات الاهتمام على اسس ثابتة ومعروفة لم تغب ولن تغيب عن بال احد منكم وهى ان ننشد الوصول لافضل مستويات التعليم. بلاشك بما اننا امة مسملة واصحاب عقيدة ودولتنا قامت على هذه العقيدة فيجب ان يكون الانسان السعودى رجلا كان أو أمراة متشبعا بالايمان بالله. الايمان الصادق والاعتزاز بدينه ثم وطنه وبأخلاقه. نريد انسانا مؤمنا وكذلك انسانا يعرف كيف يتعامل مع خالقه ومع الانسان سواء كان هذا الانسان قريبا منه او بعيدا عنه وان يتخلق باخلاق الاسلام وان يعرف ما لربه عليه وان يتمسك بالفروض المفروضة عليه تمسكاعميقا. يتربى على ذلك وان تكون المواد الخاصة بالدين مواد تحقق هذا الهدف ولكنها فى نفس الوقت تهتم بالاساسيات والمهم منها كذلك تشد الطالب والطالبة الى هذا الدين الذى هو دينه ودين آبائه واجداده والذى تفرغت هذه الامة منذ ان لطف الله بالبشرية وانزل عليهم هذا الدين على نبيه عليه الصلاة والسلام لينقذ البشرية مماكانت فيه. وليس باعلم من الله فى خلقه وهذه العقيدة وجدت قدرها لاصلاح البشرية واصلاح الانسان. فى الحقيقة لانريد ان يحس الطالب أو الطالبة بثقل هذه المادة ولكن يجب ان تحبب الى نفسه وكذلك التعليم فى كل مجالات الحياة بالاسلوب الذى يحقق الاهداف والغايات المرجوة والتى ينشدها كل انسان فى هذه الدنيا وتعمل بها كل الامم.أنتم رجال التعليم وعلى علم كبير بهذا الامر ولاشك انه مرت على الامم تجارب واساليب فيجب ان نأخذ افضلها بما يتواءم مع تحقيق الاهداف التى ننشدها جميعا وان نأخذ بالاسلوب العلمى الصحيح التربوى الذى يجعل المتخرج من الثانوية انسانا قادرا يعرف واجباته نحو خالقه. ويعرف واجباته نحو وطنه ونحو نفسه ونحو اخوانه ابناء هذا الوطن ونحو الانسان بشكل عام. نريد انسانا يستطيع ان يلتحق بأى علم من العلوم بأى جامعة سواء كانت جامعة سعودية أو غير سعودية خارج البلاد. بالتأكيد ليس المطلوب ان يتخرج الطالب عالما فى أى علم واولها الشريعة الاسلامية ومجال التخصص والعلم الافضل فهو مرجو فى الكليات الشرعية والكليات الى تعنى بامور العقيدة والتشريع الاسلامى ولكنه فى نفس الوقت يستطيع ان يلتحق بأى تخصص من علوم الحياة المطلوبة. واعيد واكرر ان المسؤولية كبيرة ولكن انتم ان شاء الله أهل لها . وكما قلت ما تفضل به وتحدث به الاخ محمد يكفى عن كثير من القول . اقصد فى مجال التعليم وهذا هو المهم كما هو الغاية المرجوة منكم وكذلك نهتم بشد الانسان السعودى الى وطنه . ان يكون عالما بتاريخ بلاده وثوابتها حتى يكون مواطنا صالحا. ادعو الله عز وجل وأرجو منه ان يكون عونا لكم فى رسالتكم الهامة والدقيقة وبما اننى مسؤول عن الامن استطيع ان اقول ان التعامل مع الانسان المدرك لاشك انه سيكون اسهل وافضل وعندما تتمكن العقيدة الاسلامية فى نفسية الانسان السعودى وعندما يتعمق فى نفسه مواطنته واخلاقه فبلا شك سيحترم بلاده وسيكون رجل امن وانا الحقيقة عندما اقول فى مناسبات واقولها الان ان المواطن هو رجل الامن الاول وهو الحريص على امن بلاده. والامن فى اساسه هو من اجله فارجو من رجال التربية والتعليم ان يهتموا بغرس هذا الامر فى نفوس الطلبة سواء كانوا بنين او بنات حتى يتحملوا مسؤلياتهم ويكونوا على ثقة ان وزارة الداخلية بكل اجهزتها ستكون عونا لهم فى كل شأن وكل أمر وهذا لا فضل فيه ولكنها مسؤولية مشتركة ليتفرغ رجال الامن عسكريين ومدنيين بان يقوموا بدورهم فى هذا المجال ولا نعفى احدا منهم من التقصير فى هذا الامر. ارجو للقائكم هذا التوفيق والسداد وان تخرجوا منه بعد استعراضكم للقاءاتكم السابقة وما تقرر ومابحث من نتائج يلمسها الجميع فى المدرسة والمنزل ويجب ان تكون المدرسة هى افضل مكان يأمل فيه الاب والام ان الابن او الابنة فى افضل مكان وآمن مكان ولايتطرق الى نفسه اى شك فى تقصير اوعدم حرص على هذا الانسان الذي هو اعز ما عنده. الانسان السعودى اعز مايملكه هو الوطن يجب ان يبني اجيالا صالحة وقادرة تحمل مسؤولياتها بشكل تعتمد على القدرة والكفاءة والثقة وهذه مسؤوليتكم جميعا مسؤولية مباشرة بالنسبة لمديرى المدارس والمدرسين والمواطنين الذين يجب ان يستشعروا ان هؤلاء هم ابناؤهم وبناتهم وعليهم ان يرعوهم مثلما يرعون ابناءهم وبناتهم فى منازلهم. ان أدوا هذه المسؤولية فهذا شيء طبيعى وهذا الذى نأمله منهم وان قصروا فقد قصروا فى شيء هام الى كل يجب ان نؤكد الثقة ونؤكد احساس الجميع بمسئوليتهم ونرجو ان شاء الله ان تكون ثقة الامة جميعا وعلى رأسها قيادتنا الرشيدة فى محلها لان لا احرص منكم كابناء وطن على وطنكم وعلى ابنائكم وبناتكم. ارجو من الله العزيز القدير ان يكون فى عونكم ويسدد خطاكم ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح وان يشد من ازر معالى الوزير ومعالى نائبه لتعليم البنات وجميع المسؤولين . هناك نقطة قد اجد من الضرورى ان اؤكدها فى هذه المناسبة ليعلمها الجميع بحكم معرفتى الدقيقة والمباشرة لمالدى قيادتنا الرشيدة ومايعلمه معالى الوزير ونائبه ان تعليم البنات لن يتغير عما كان عليه وان ماتم هو اجراءات ادارية ليس فيها تغيير. ان لم يكن الحرص اكثر فلن يكون اقل باى حال من الاحوال فالجميع حريص على المرأة مثل حرصهم على الرجل فالمرأة يجب ان تكون مسلمة مؤمنة بالله تعلم واجباتها نحو اسرتها واقصد البنات ووالديها ونحو زوجها فى المستقبل وابنائها وان تكون امراة مسملة مؤمنة صالحة وهذا امر يجب ان لايتطرق شك باى حال من الاحوال لاى مواطن أومواطنة ان الثوابت والاسس هى هى. ولن تتغير بأى حال من الاحوال وستسعى الى الافضل ان شاء الله والاحسن والثقة ان شاء الله فى معالى الوزير وفى المسؤولين رجالا ونساء فى جهاز تعليم البنات كبيرا وفي مقدمتهم معالى نائب الوزير لتعليم البنات ومديرو تعليم البنات فى جميع مناطق المملكة ومحافظاتها والمديرون المسؤولون ومديرات المدارس والمدرسات. يجب ان يكون هذا معلوما لدى كل مواطن فى هذه البلاد ويجب ان يكون معلوما لدى الجميع داخل البلاد وخارجها أن هذا الامر لم يتغير ولن يتغير ان شاء الله. ارجو مرة اخرى للجميع التوفيق والسداد ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . و حضر اللقاء معالى مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالعزيز الدخيل ومستشار سمو وزير الداخلية الدكتور ساعد الحارثي.