حدود تحد قدرات الإنسان وإرادته لكل ما يصبو إليه ويُفكر فيه إذا ما اتخذ قرارا في تنفيذ تلك الإرادة، الإنسان يصنع المستحيل ويخترق الخوارق كذلك فإن الإنسان بطبعه قابل للتطور في العقل والفكر كما هو قابل للنمو، يشترك في التطور العقلي والفكري عوامل أهمها:- المجتمع والبيئة وإدارتهما.. الإدارة هنا تتغلب على البيئة والمجتمع بكل المقاييس العلمية والمعرفية والسبب في ذلك أن الإدارة هي التي تقف على أعلى الهرم، إذ إنها تُخطط وترسم معالم الطرق للمجتمع وتغيير البيئة...إذا الإدارة تعني العقل والعقل هو القادر على التفكير والتفكير هو الذي يصنع بنمطه ما يصبو إليه سلبا أو إيجابا....هنا نطرح أسئلة حول العقل!!! هل العقل يختلف من شخصٍ لآخر؟ كيف يُفكر العقل؟ ما هو نمط التفكير؟ هل التفكير في العقل يرتبط بالمجتمع وهل له علاقة بالبيئه؟ للإجابة عن هذه الأسئلة يجب أن نتعرف على البيئة والمجتمع، إذ كلاهما مهمان في تكوين عقل الفرد وتفكيره ونمط تفكيره...مجتمعنا لا شك أنه تراثي نصوصي وهو وارث للقيم والعادات والتقاليد وهو يعبر بشكل طبيعي عن هذا المخزون بشكل لا إرادي، حيث إن الموروث وبالذات الاجتماعي والثقافي مازال حاضرا في مجتمعنا المعاصر، حيث إن المضامين الأساسية مازالت عالقة في لاوعينا الجمعي...أما البيئة الجغرافية فهي فهي كما هي، التغير حصل فقط على الأرض بتغير الوسائل التي غيرت نمط التفكير السلوكي للفرد والمجتمع، وذلك من أجل التكيف مع كل جديد لم يكن وبالتالي نستطيع أن نقول إن أي تغير في المجتمع أو البيئة إنما هو حصل بإرادة قمة الهرم الاجتماعي....أعود إلى العقل الذي يحكمه ويُسيطر عليه التفكير، إننا نشعُر بالتباين بين قدرات العقل بين فرد وآخر وتفكيره ونمط تفكيره وإنتاجه وتأثيره القريب والبعيد سلبا أو إيجابا، وذلك بحسب تغير البيئة وما طرأ عليها كذلك ما حصل من تغير على الفرد والمجتمع، ولذلك فإننا نُصنف كل فردٍ حسب مكوناته العقلية التي أسست تفكيره ونمطه، الأفراد القياديون لا شك أنهم استطاعوا أن ينفكوا من قيد التراث والموروث الفكري إذ إنهم يتمتعون بقدرات وإرادة للانفكاك، إن تفكير هؤلاء اختلف عن التفكير الجمعي برؤية مستقبلية واعدة، هذا التفكير أهلهم لهذه الريادة، إن مثل هؤلاء يتصفون بملكات فائقة على التنظير والتخطيط والتنظيم ورسم خرائط الطرق من أجل بناء حاضر المجتمع ومستقبله ووضع الخطط التي تُوصل إلى النجاح الذي ينشده المجتمع بأكمله، إن التطور العلمي والمعرفي والتقني على مستوى الدول المتقدمة والذي نراه الآن إنما هو نتيجة لهذه القدرات الفردية والجماعية مع إرادة التنفيذ.. إن جامعاتنا الوطنية بكل أفرع كلياتها المنتشرة في كل أرجاء الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وما يتصل بها من كليات ومعاهد متخصصة، بالإضافة إلى برنامج خادم الحرمين الطموح للابتعاث الخارجي والذي بدأ في وطننا الغالي في سنة 1426ه لاشك أن كل ذلك عنوان تقدم ورقي، إن هذا البرنامج الطموح تبنى ابتعاث خريجي الثانويات إلى 32 دولة متقدمة حول العالم، استحوذت أمريكا على 60% تقريبا من عدد الطلاب من الجنسين دون تمييز، وقد بلغ عدد المبتعثين من شبابنا وشاباتنا 126،692 في جميع التخصصات التي يحتاجها سوق العمل السعودي، إن بلادنا تسير سيرا حثيثا وبخطى ثابتة نحو استكمال ما يمكنها من أن تكون رقما صعبا في كل المجالات (ثقافية علمية ومعرفية وتقنية) تحت هذه القيادة الراشدة، وما هذه التنظيمات والقرارات الحديثة إلا دليلُ وعي كبير وحرص شديد على المواطن والوطن، إننا جميعا لمسنا التغيرات الإيجابية التي طرأت على هذا المجتمع، وإننا سنرى قريبا النتائج التي نتطلع لها جميعا حسب ما رسمتها قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها إحلال المواطنين في كل مجالات العمل، إننا سنرى أبناء هذا الوطن في مراكز قيادية يستحقونها وفي مراكز إنتاجية في جميع التخصصات التي يتطلبها النمو الاقتصادي والاجتماعي. *