لا تختلف الأوساط السياسية النزيهة في العالم كله حول موقف المملكة الثابت من قضية فلسطين، التي تعتبرها قضية العرب المركزية، والقيادة الرشيدة بالمملكة ترفض أي مزايدات حول هذه القضية العادلة، وقد كان موقفها - ولا يزال - واضحا في مختلف المحافل الدولية، فاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة غير منقوصة هو عرف سائد في السياسة السعودية، منذ تأسيس كيان المملكة الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وحتى العهد الزاهر الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -. هو عرف يقوم على أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وقد استنكرت المملكة موقف الإدارة الأمريكية بشأن القدس على اعتبار أنه انحياز ظالم ضد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، فالمملكة انطلاقا من هذا الاستنكار ما زالت ترفض كل الخطط بما فيها خطة السلام الأمريكية الأخيرة التي همشت الموقف الفلسطيني بشأن القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وهو تهميش لا يحقق السلام الدائم والشامل والعادل في المنطقة، بل يؤججها ويدفع بها إلى بؤرعميقة من التوتر والنزاع والحروب. لقد كان موقف المملكة تجاه فلسطين واضحا منذ تاريخ النكبة وقد ازدادت أهميته من خلال مشروع السلام السعودي الذي تحوّل إلى موقف عربي موحد، وأهم ما فيه أن هذه القضية تمثل مكانة عالية في وجدان المملكة وفي وجدان كافة الشعوب العربية والإسلامية، وما زالت المملكة تدعم الفلسطينيين سياسيًا وماليًا دون حدود أو سدود، وآخر دعم باستثناء الدعم السياسي الواضح ما تبرعت به المملكة من أموال طائلة لدعم الأوقاف الإسلامية في القدس ولإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إيمانًا منها بعدالة هذه القضية. وما زالت المملكة تشدد على مركزية القضية الفلسطينية، وقد أعلنت كما جاء في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في الظهران في إبريل المنفرط، بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعت إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك؛ حماية للأمة من الأخطار المحدقة بها؛ وصيانة لأمنها واستقرارها وسيادتها، وأدانت الشائعات المغرضة عن صفقة القرن في وسائل الإعلام الإيرانية والقطرية وسواهما، وهي صفقة مشبوهة تسيئ إلى قضية فلسطين وعدالتها. وستظل المملكة ثابتة عند مواقفها التاريخية الواضحة تجاه فلسطين، وستفضح الأبواق السادرة في غيها وأضاليلها وأكاذيبها، فالمملكة لن تقبل بأي خطة سلام أيا كان مصدرها إذا كانت غير متوافقة مع الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، ولن تقبل بالمتاجرة بهذه القضية، فالمزايدة والكذب والدجل المروجة من قبل إيران وقطر وسواهما لن تثني المملكة عن المضي قدمًا للدفاع عن القضية الفلسطينية في كل محفل، ودعم الفلسطينيين حتى عودة حقوقهم إليهم وحتى اعتراف العالم بتلك الحقوق المشروعة.