يستشف من تأكيد معالي وزير الثقافة والاعلام بشأن القدس أنه يمثل مساحة كبرى في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- فبينما ينشغل الآخرون بالمزايدة والمتاجرة بقضية القدس فإن القيادة الرشيدة بالمملكة تعمل باستمرار على نصرة قضية القدس في كل محفل دولي. ودعم المملكة لقضية القدس معلن ومشهود، فهو دعم ينم بشكل واضح عن موقف ثابت وغير متغير منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- ومرورا بعهود أشباله الميامين من بعده، وحتى العهد الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فالحق لا يسقط بالتقادم، وحق الشعب الفلسطيني التاريخي لا تزيده الأيام الا رسوخا. لقد سعت المملكة دائما للمناداة بحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه التاريخية، وعلى رأسها القدس الشريف، وهي مناداة اتضحت باستمرار من خلال دعم القضية الفلسطينية ودعم قضية القدس في كل محفل، واتضحت من خلال وقوف المملكة باستمرار الى جانب الفلسطينيين لنصرة قضيتهم العادلة ونصرة قضية القدس، وهو دعم أشاد به المجتمع الدولي وسائر دول العالم المحبة للحرية والأمن والاستقرار. وقضية القدس هي قضية المسلمين الأولى ولن يتمكن أعداؤها من تمرير مخططاتهم العدوانية على حساب مشاعر المسلمين وحقوقهم المشروعة، فهي قضية راسخة في سياسة المملكة، ولا يمكن أن يتحقق سلام عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية دون عودة القدس الى المسلمين، وهي عودة مشروعة لا يمكن للزمن أن يلغيها، ولا يمكن القفز على مسلماتها ومعطياتها التاريخية الواضحة. من جانب آخر فإن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، ولا يمكن للنظام الايراني أو غيره من الأنظمة المتاجرة والمزايدة على القضية الفلسطينية أو قضية القدس، وعلى الاعلام العربي دور حيوي ورئيسي للقيام بابراز حقوق الشعب الفلسطيني، وابراز حق المسلمين التاريخي في القدس، ودحر أصوات المتاجرين بقضية فلسطين وقضية القدس، وتلك أصوات مبحوحة ومعروفة. ومحاولات النظام الايراني وأذنابه مكشوفة لدى الأمتين العربية والاسلامية، فأولئك المرجفون الضالون ما فتئوا يزايدون على القضية الفلسطينية وقضية القدس بكل أساليب المزايدة وأشكالها وأهدافها الشريرة، وقد سعت المملكة دائما لكشف تلك المزايدات وكشف المتاجرة بالقضيتين، وظلت على مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وقضية القدس، تنافح عنهما في كل محفل من المحافل الدولية. ولن تستقر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط الا بالعودة الى حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا ودائما عن طريق قيام الدولتين واعلان القدس عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني، وهو حل ركزت عليه المملكة باستمرار بوصفه الحل الأمثل لقضية الشرق الأوسط التي تعد من أطول وأعقد القضايا السياسية في العالم، وليس من سبيل لنصرة القضية الفلسطينية وقضية القدس الا بالعودة الى المشروع العربي كمشروع وحيد لتسوية الأزمة.