شتان ما بين مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وبين أولئك المنغمسين إلى ذقونهم في المتاجرة بتلك القضية العادلة لاعتبارات سياسية ضيقة ورخيصة، فالمملكة ما زالت تعتبر قضية فلسطين قضية مركزية تهم العالمين العربي والإسلامي، وقد نافحت عنها في كل محفل، وقد كانت مواقفها معلنة وواضحة منذ عهد تأسيس الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله -، ومرورا بأشباله الميامين، وحتى العهد الزاهر الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -. المملكة تعتبر القضية الفلسطينية مركزية في سياستها الخارجية وغير متأثرة بأي اعتبار سياسي، وقد وقفت المملكة في مقدمة الدول العربية والإسلامية باستمرار للدفاع عن الفلسطينيين، والمناداة بإعادة حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة على تراب الأرض الفلسطينية، وفقا لمعطيات القرارات الأممية المرعية ذات الصلة، وهو موقف معروف لدى العالم بأسره ولا مجال بأي حال من الأحوال للمتاجرة والمزايدة على هذا الموقف الثابت لأي اعتبار سياسي، فالمملكة تمثل الداعم الأول للقضية الفلسطينية العادلة. هذا الموقف النزيه للمملكة إزاء قضية فلسطين يتكرر باستمرار في كل مناسبة ومحفل يتضح من خلال الدعمين السياسي والمالي على المستويين الحكومي والشعبي، ولعل آخر ما يذكر في هذا المجال ما قدمته المملكة خلال قمة القدس التي عقدت مؤخرا بالمملكة لدعم اللاجئين الفلسطينيين والانتصار لقضيتهم المشروعة، وقد استنكرت نقل السفارة الأمريكية للقدس، وطالبت المجتمع الدولي بتسوية عادلة ومنصفة لقضية فلسطين تضمن عودة اللاجئين وعدم المساس بمقدسات المسلمين في مدينة القدس وإقامة الدولة الفلسطينية. وسوف تستمر المملكة في دعمها للقضيبة الفلسطينية رغم أنوف الحاقدين والمغرضين ومن في قلوبهم مرض وعلى رأسهم حكام طهران المزايدون على القضية والماضون في سفك دماء المسلمين والعرب على الأراضي السورية والعراقية واليمنية وغيرها من البلدان من خلال تصدير ثورتهم الدموية الإرهابية، فهم ومن يزعمون انتصارهم لقضية فلسطين ما زالوا يتاجرون بها وما زالوا يثيرون من الفتن والقلاقل والاضطرابات ليس لنشر الفوضى والحروب داخل دول المنطقة فحسب، بل لتعطيل مسيرة السلام والسماح للقوات الاسرائيلية المحتلة بالقفز على حقوق الفلسطينيين وعدالة قضيتهم. تورط النظام الايراني في كل العمليات الارهابية بالمنطقة يشير بوضوح الى سعي النظام لبث الفتن من خلال احتلال واغتصاب الأراضي العربية بالتدخل في شؤونها الداخلية، وهو سعي يتوافق في منهجيته مع تسلط القوات الإسرائيلية المحتلة على الأراضي الفلسطينية واغتصابها، فالنظامان الايراني والاسرائيلي يمثلان وجهين لعملة واحدة قوامها خلخلة بنية المجتمعات والسيطرة عليها تنفيذا لمخطط عدواني يقوم على الاحتلال والظلم والجبروت، وهذا ما يراه العالم بعيونه المجردة.