لم يعرف شعب زيمبابوي إلا رئيسًا واحدًا هو روبرت موغابي، ولكن في 30 يوليو سيمثل الحزب الحاكم رجل جديد في الانتخابات هو إيمرسون منانغوا الذي كان ذراعًا يمنى لموغابي وأحد أتباعه، ثم تولى زمام الأمور في البلاد بعد إجبار الأخير على التقاعد. وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: إنه منذ منتصف يونيو تدفق أكثر من 500 تقرير من جميع مقاطعات زيمبابوي ونسبت جميعها تقريبًا إلى حزب «زانو بي إف» الحاكم الذي ينتمي له منانغوا، وقد شكلت سبع منظمات للمجتمع المدني كونسيرتيوم يعمل تحت عنوان «نحن الشعب» للتحقق من صحة تلك التقارير. ورغم أن منانغوا يبلغ من العمر 75 عامًا إلا أنه جعل من نفسه منارة للتغيير، بعد عقود من الحكم الاستبدادي الذي عزل زيمبابوي، فإنه يعد بإنهاء العنف السياسي والترهيب الذي اتسمت به انتخابات عهد موغابي. ويحضر المراقبون الدوليون في زيمبابوي للمرة الأولى منذ عقود، لكن حسابات أنصار المعارضة على شبكات التواصل في الدائرة الريفية التي تبعد 50 ميلًا من العاصمة هراري، تظهر أن الحزب الحاكم وأجهزته التي يرعاها تستمر في ممارسة الترهيب. وفي حين تجنب المراقبون القول صراحة: إن الحملات الانتخابية لم تكن حرة أو نزيهة، تجمع منظمات حقوق الإنسان وجماعات المعارضة التقارير عن الممارسات الخاطئة في الانتخابات، بما في ذلك التهديد بالقتل لمرشحي المعارضة وإجبار الزيمبابويين على المشاركة في التجمعات الانتخابية، وتوزيع المنشورات الحكومية لمؤيدي منانغوا وأشار 50 تقريرًا إلى ممارسات عنف جسدي. والمؤشر الرئيس لمعظم الزيمبابويين هو انتخابات 2008 التي خسر فيها موغابي الجولة الأولى لصالح منافسه مورغان تسفانجيراي زعيم حزب المعارضة الرئيس «حركة التغيير الديموقراطي» ولكن قبل جولة الإعادة نفذ حزب «زانو بي إف» والجيش حملة من الإكراه والترهيب والضرب والتهجير، وقتل أكثر من 80 شخصًا، وتعرض تسفانجيراي نفسه للضرب الوحشي. وتركّز حملة منانغوا الانتخابية على فتح زيمبابوي أمام الاستثمار الأجنبي بدلًا من صرخات الاحتجاج التي جعلت موغابي مشهورًا لكنها تسببت في عزل البلاد عالميًا.