اعلن رسمياً أمس اعادة انتخاب روبرت موغابي رئيساً لزيمبابوي بعد انتخابات مثيرة للجدل رفضت المعارضة نتائجها واتهمت الحكومة بالتزوير. وفيما دعت حكومة زيمبابويبريطانيا الى الكف عن التدخل في شؤونها، اعتبرت بعثة مراقبين من جنوب افريقيا ان نتائج التصويت "شرعية"، وقال الرئيس ثابو مبيكي ان بلاده ستساعد زيمبابوي أياً يكن رئيسها. هراري - رويترز، أ ف ب - أعلن المسؤول عن تنظيم الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي توبايوا موديدي أمس اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي رئيساً للدولة ضد منافسه زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي بغالبية 2،56 في المئة من الاصوات في مقابل 9،41 في المئة. وخاض موغابي الذي يتولى السلطة منذ 22 عاماً حملة انتخابية على اساس مواصلة الاصلاحات الزراعية المثيرة للجدل، ومرر، في آخر لحظة، سلسلة من القوانين القمعية والمراسيم التي تقضي بتعديل قانون الانتخاب. وتتهم الاسرة الدولية زعيم حركة التمرد القومية السوداء سابقاً بنزعة تسلطية وانتهاك حقوق الانسان. واعلن تسفانجيراي زعيم حزب "الحركة من اجل التغيير الديموقراطي" المعارض رفض النتائج الرسمية لعملية الاقتراع، مشيراً الى "عمليات تزوير كثيفة" ارتكبت خلال الانتخابات التي جرت من التاسع من الشهر الجاري الى 11 منه. وقال تسفانجيراي: "اعتباراً من الآن تجري مشاورات مكثفة، وسيكون على الشعب ان يقرر ماذا سيفعل"، معتبراً ان الزيمبابويين تعرضوا "للخداع". وأضاف ان "الشعب الزيمبابوي يعرف ان نتائج هذه الانتخابات التي اعلنها منظم عملية الاقتراع لا تعكس رغبته". واتهم الحزب المعارض السلطة بالسعي الى وقف عمليات التصويت في المناطق المدينية المؤيدة لها عن طريق خفض عدد مكاتب الاقتراع التي ارتفع عددها في المقابل في المناطق الريفية التي تدعم موغابي تقليدياً. وكشف مراقبون مستقلون أول من أمس عدداً من المخالفات في عملية الاقتراع التي سبقتها اعمال عنف اوقعت، منذ مطلع كانون الثاني يناير الماضي 33 قتيلاً غالبيتهم من المعارضين. ونددت الدول الغربية على نطاق واسع بالانتخابات مع عدد من المراقبين المستقلين الذين قالوا ان عشرات الآلاف من الناخبين غالبيتهم من هراري حيث معقل المعارضة لم يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم. ودعا مسؤول في وزارة الاعلام الزيمبابوية أمس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى "الكف عن محاولة فرض زعيم لشعب" زيمبابوي. وقال المسؤول ناتان شاموياريرا: "شعب زيمبابوي انتخب زعيمه وعلى الاسرة الدولية وخصوصاً رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ان توقف محاولاتها لفرض زعيم على الشعب". وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اعتبر ان موغابي فاز في الانتخابات بواسطة "حملة منهجية من العنف والتخويف". وتشهد العلاقات بين زيمبابويوبريطانيا القوة المستعمرة السابقة تدهوراً مستمراً منذ عامين. وتتهم هراري لندن بدعم تسفانجراي وحزبه لممارسة نفوذ استعماري جديد. كما اعتبرت الولاياتالمتحدة قبل ظهور نتائج الاقتراع ان الانتخابات "حقاً مزورة". وقالت الناطقة باسم الخارجية لين كاسيل "من الواضح جداً ان هذه الانتخابات زورت بشكل كبير". واضافت ان "اعمال عنف سبقت بأشهر هذه الانتخابات ورعتها الحكومة من اجل ترويع الناخبين كما تعرضت المعارضة لمضايقات مستمرة ومنعت من تنظيم حملة" انتخابية. وفي موقف لافت، اعلن رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ان بلاده ستستمر في مساعدة زيمبابوي على تسوية مشكلتها الزراعية وازمتها الاقتصادية ونقصها في المواد الغذائية اياً كان رئيسها. فيما اعلنت بعثة المراقبين الجنوب افريقيين الى الانتخابات في تقرير نشر في هراري وبريتوريا انه يجب اعتبار الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي "شرعية". واشارت البعثة في تقريرها الى ان الحملة الانتخابية شهدت "توترات واعمال عنف وترهيب ... ولكن في شكل اجمالي قامت السلطات المكلفة تنظيم الانتخابات بمهماتها بشكل مرض باستثناء قرار خفض عدد مكاتب الاقتراع في بعض المدن" ما تسبب في طوابير انتظار طويلة وتمديد فترة الاقتراع.