عاد زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي إلى هراري، وحضّ خصمه الرئيس روبرت موغابي على التنحّي وإتاحة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، بعدما قاد الجيش «حركة تصحيحية» أنهت عملياً الحكم المديد لموغابي الذي يقاوم وساطة للتخلّي عن السلطة. وعاد تسفانجيراي إلى هراري مساء الأربعاء، بعدما تلقى علاجاً من السرطان في بريطانياوجنوب أفريقيا. واعتبر أن على موغابي أن يستقيل، داعياً إلى إقامة آلية انتقالية تفاوضية وشاملة وتطبيق إصلاحات شاملة، قبل الانتخابات. وقال أن هناك حاجة إلى إطار لما بعد الانتخابات، لضمان الاستقرار. وأشار إلى أن أحداً لم يتصل به ليكون جزءاً من أي آلية انتقالية، واستدرك أنه سيشارك في الأمر إذا تم الاتصال به. واقتسم تسفانجيراي السلطة مع موغابي بين عامَي 2009 و2013، قبل أن يخسر انتخابات متنازع عليها. وأفادت وكالة «رويترز» بأن القس الكاثوليكي فيديليس موكونوري يتوسط بين موغابي وجنرالات الجيش، لتسهيل نقل سلس وسلمي للسلطة، بعد رحيل موغابي الذي يقود البلاد منذ استقلالها عام 1980. لكن الرئيس يؤكد أن عزله ليس ممكناً إلا بتصويت لقيادة الحزب الحاكم، علماً أنه التقى أمس وفداً من جنوب أفريقيا. وأضافت «رويترز» أن موغابي (93 سنة) وزوجته غريس وقياديَين من الحزب الحاكم «زانو- بي أف» يخضعون لإقامة جبرية في مجمّع «البيت الأزرق» الذي يملكه الرئيس في هراري. والقياديان المنتميان إلى جناح «جي40» الذي تتزعمه غريس في الحزب الحاكم، هما الوزيران جوناثان مويو وسافيور كاسوكويري اللذان فرّا إلى المجمّع بعد تعرّض منزليهما لهجوم من الجيش. واعتذر كودزا شيبانغا (35 سنة)، وهو قيادي في هذا الجناح، عن انتقاده قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا، بعد تحذيره من التدخل ضد موغابي. وقرأ شيبانغا بياناً ورد فيه: «أطلب من الجنرال شيونغا أن يتفضل بقبول اعتذاراتي نيابةً عن رابطة الشباب وعن نفسي. لا نزال صغاراً، نتعلّم من أخطائنا». وأفادت «رويترز» بأن تقارير استخباراتية أظهرت أن إمرسون منانغاغوا الذي أقاله موغابي هذا الشهر من منصب نائب الرئيس، ما أشعل شرارة تحرّك الجيش، يضع منذ أكثر من سنة رؤية مع الجيش والمعارضة لما بعد حقبة موغابي. وشوهدت مركبات عسكرية خارج مبنى البرلمان، فيما كان جنود يجوبون الشوارع في هراري. لكن سكان العاصمة تجاهلوا في شكل كبير الانتشار العسكري في الشوارع، وواصلوا تسوّقهم وأعمالهم وتواصلهم اليومي. ويأمل كثيرون بأن تشكّل الأزمة بداية لمستقبل أكثر ازدهاراً، إذ قال تافادزوا ماسانغو (30 سنة): «وضعنا الاقتصادي يتراجع كل يوم. لا عمل ولا وظائف. نأمل بزيمبابوي أفضل بعد عهد موغابي. نشعر بسعادة غامرة. حان وقت رحيله». لكن الرئيس الغيني ألفا كوندي، رئيس الاتحاد الأفريقي، حذر من أن الاتحاد لن يقبل ب «انقلاب عسكري» في زيمبابوي. وقال: «نطالب باحترام الدستور والعودة إلى النظام الدستوري. نعتبر أن ما حصل انقلاب، والرئيس في إقامة جبرية. واضح أن محاولة القضاء على أبرز قادة النضال من أجل الاستقلال، الذين كانوا أبرز داعمي الرئيس موغابي، تطرح مشكلة». وشدد على ضرورة «إيجاد حلّ سياسي لهذه المشكلات الداخلية، في إطار زانو-بي أف، لا من خلال تدخل للجيش». وأضاف: «طلبت من الرئيس (الجنوب أفريقي) جاكوب زوما، أن يرى كيف يمكنني أن أتصل بالرئيس موغابي، لنعرف ما هي وجهة نظره. نعتقد بأننا سنتمكن، مع أصدقائنا في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية ودعم الاتحاد الأفريقي، من إيجاد تسوية لتنظيم انتخابات حرة وشفافة العام المقبل». وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه محمد، قال إن «الجيش طمأننا بأن هذا ليس انقلاباً»، وزاد: «الاتحاد ضد أي تغيير غير دستوري للحكومة». وأعلن مسؤول في الخارجية الأميركية أن واشنطن «قلقة من التحركات الأخيرة للقوات العسكرية في زيمبابوي». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة لا تنحاز إلى أي طرف في السياسة الداخلية في زيمبابوي»، مستدركاً: «لا نوافق على تدخل العسكر في الحياة السياسية». وتابع: «ندعو كل القادة في زيمبابوي إلى ضبط النفس واحترام دولة القانون».