حذرت مؤسسة النقد العربي السعودي من التعامل مع شركات الفوركس المشبوهة التي تستخدم قصصًا مختلقة في إعلاناتها لكي توقع ضحاياها في شباكها، مشيرة إلى أن التداول فيها يعرّض لخسائر مادية جسيمة. وأوضحت المؤسسة أن مثل هذه الشركات المشبوهة تحاول استغلال وجود بعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير عليهم، كما أن هذه الشركات المشبوهة تستخدم منصات غير موثوق بها للإيقاع بضحاياها، بالاضافة إلى الاتصالات ورسائلها الاحتياليّة. وأشارت «ساما» إلى أن شركات الفوركس تغري ضحاياها بوهم الربح السريع للإطاحة بهم، وعدم الوضوح والشفافية فيها والذي يعد سببًا كافيًا لتجنب التعامل معها. أرباح وهمية وأكد المحلل المالي محمد العمران على خطورة التداول في الفوركس العالمي، وأضاف العمران ان تحذيرات المحللين الماليين جاءت بسبب المخاطر الكبيرة جدا التي ترتبط بهذا النوع من التداول، إضافة إلى أن جميع شركات الفوركس العالمية التي تقدم منصات هاتفية أو إلكترونية لتداول الفوركس هي غير مرخصة للعمل في المملكة، وربما غير مرخصة -أيضا- في بلدانها. وذكر العمران ان عملية التداول الوهمية تبدأ من خلال توقيع اتفاقية فتح حساب بين العميل وشركة الفوركس تخضع هذه الاتفاقية لقوانين دول أجنبية يجهلها تمامًا العميل، وبما أن الشركة أجنبية فهي غير مرخصة في المملكة وربما غير مرخصة في بلدها. يتبع عملية التوقيع عملية مضاربة الدولار باليورو، حيث يبدأ العميل بمبلغ 1000 دولار، وهنا تمنح الشركة تمويلا بالهامش -شكلي فقط- بنسبة 90% ويسمحون له بشراء يورو بقيمة 10,000 دولار، في حال ارتفعت قيمة اليورو أمام الدولار بنسبة 1% فإن العميل سيكسب 10% (10% من رأسماله و90% من التمويل) أما إذا انخفضت قيمة اليورو أمام الدولار بنسبة 1% فإن العميل سيخسر رأسماله كاملًا وستقوم الشركة بإقفال العملية لحماية نفسها دون النظر للعميل. وحذر العمران من خطورة التداول في الفوركس حتى وإن كانت المكاسب كبيرة فإن المخاطر أكبر، ولهذا السبب يرى أنها عملية خطيرة جدًا على المستثمر العادي، وبالتأكيد الخطورة أشد وأكبر إن كانت من خلال شركات أجنبية غير مرخصة في المملكة وعبر منصات وهمية. حملة إعلامية وأضاف العمران ان الحملة الإعلامية التي تقوم بها وزارة التجارة والاستثمار وهيئة سوق المال ومؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، إنما هي تحذير من ممارسة هذا النوع من التداول، وهي امتداد لجهود سابقة ومنذ سنوات طويلة قامت بها تلك المؤسسات الحكومية؛ نظرا لوقوع عدد من المواطنين ضحايا لهذه الشركات مع تحقيقهم لخسائر مالية كبيرة، كما عبَّر عن أسفه لعدم وجود أي مداخل قانونية يمكن استخدامها ضد تلك الشركات. وترمي هذه الجهود التوعوية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية المذكورة إلى حماية المواطنين من عمليات الاحتيال التي تقوم بها شركات الفوركس العالمية. العملاء المستهدفون وذكر احد المتعاملين في الفوركس فضل عدم ذكر اسمه ان عروضها في الإنترنت تستهدف الناس البسطاء الذين لديهم جهل بالمعلومات المرتبطة بهذا النوع من التداول، ويستغلون هذا النقص ويقومون بإغراء العميل بأرباح عالية فيصدق البعض هذه الإعلانات مما يتسبب لهم فيما بعد بخسارة أموالهم. وأضاف ان التداول يستخدم بشكل عام من المحترفين والمنشآت الكبيرة للتحوط من مخاطر أسعار الصرف وتقلب العملات الرئيسية كالدولار وغيره. الجدير بالذكر أن كلمة فوركس FOREX هي اختصار لكلمة foreign exchange market وتعني سوق تداول العملات الأجنبية، والعملات الأساسية في هذا النوع من التداول هي: الدولار الأمريكي واليورو والين والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري والدولار الأسترالي.