قال سياسيان: إن ما نشرته قناة BBC البريطانية من وثائق مسربة، حول دفع نظام الحمدين مبلغ مليار دولار لمنظمات إرهابية ضمن صفقة إطلاق سراح 28 قطريا، بينهم أفراد من العائلة الحاكمة اختطفوا في العراق في العام 2015، يعتبر أدلة جديدة على دعم نظام الدوحة للمنظمات الإرهابية، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أنه يعتقد على نطاق واسع أن نظام الدوحة استخدم الفدية ذريعة لتمويل جماعات الإرهاب. دعم الإرهاب وقال الخبير السياسي وعضو مجلس الشورى سابقا د. صدقة فاضل: إنه سبق التأكد من دعم قطر لمنظمات وجمعيات، اتضح فيما بعد انها إرهابية، وربما استوعبت الدرس. وأضاف: حاليا نجد مَنْ يشيد بدورها في التصدي للإرهاب، أما فيما يتعلق بدفعها مليار دولار لمنظمات إرهابية طائفية، كان بالإمكان الافراج عن المحتجزين دون دفعها لهذا المبلغ الذي لا شك في اعتباره يمثل دعما للمنظمات الإرهابية، والفعل يشجع على ذلك، مبينا أن مثل هذه الحالات تتم من الدول للافراج عن مواطنيها، وكانت تدفع تحت شعار فدية، إلا أن التقرير الصادر من ال BBC يوضح ما حدث. وأبان د. فاضل: لتورط قطر السابق في دعم بعض المنظمات الإرهابية، ينظر إلى ما تم الكشف عنه، على أنه دعم للإرهاب. وأوضح: قطر ثبت ان بعض الجمعيات التي كانت تدعمها لها صلة بالإرهاب وبالمنظمات الإرهابية. تغذية المنظمات من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة سابقا والخبير السياسي الأردني د. احمد البرصان انه فيما يتعلق بعملية دفع مليار دولار لمنظمات طائفية في العراق لاطلاق سراح 29 قطريا، لا يمكن أن يصنف على أنه دعم مباشر للإرهاب، وان كان يعتبر دعما للمنظمات الإرهابية، ويشجع على عمليات الاختطاف. واستطرد البرصان: لا شك ان أمريكا دفعت مبالغ للميليشيات الإيرانية في لبنان للافراج عن رهائن أمريكان، وكذلك دفعت فرنسا مبالغ للإفراج عن رهائن لها تم احتجازهم في افريقيا، منوها إلى مسؤولية كل دولة عن سلامة مواطنيها، وهناك العديد من الدول تدفع فدية لتخليص مواطنيها المختطفين، ولكن عادة ما تدفع هذه الفدية لوسيط، وليس للمنظمات الإرهابية مباشرة. تورط النظام وكشفت التسريبات، التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، الثلاثاء، بشأن فدية المليار دولار، التي دفعها نظام الحمدين لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران، عددا من الحقائق الصادمة، أبرزها تأكيد جديد على تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب واستغلال الملاحة الدولية في هذه الأنشطة. ورغم إنكار نظام الدوحة دفع أموال ضخمة لإطلاق سراح 28 فردا من العائلة الحاكمة من أيدي إرهابيين في العراق قبل نحو سنة، توالت الأدلة التي تثبت جريمة «فدية المليار». وأماط تقرير هيئة الإذاعة البريطانية الجديد اللثام عن مجموعة من الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية بين السفير القطريبالعراق زايد الخيارين، ووزير الخارجية الحالي، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، حيث تؤكد هذه الاتصالات إقدام النظام القطري على دفع أكثر من مليار دولار فدية للإرهابيين بالعراق، ودعما لميليشيات إيرانية في سوريا مقابل الإفراج عن رهائن من الأسرة الحاكمة عام 2017. وبحسب الأدلة التي وردت في التسريبات، دخلت قطر في مفاوضات مع جماعة إرهابية بالعراق، وكان أحد أطرافها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني من أجل تأمين إطلاق سراح 28 عضوا بالأسرة القطرية الحاكمة، كانوا قد اختطفوا أثناء رحلة صيد على الحدود العراقية. حزب الله وأظهرت تسريبات BBC كيف استغل النظام في الدوحة الطيران القطري المدني لدعم الإرهاب، كونه ينقل الأموال لجماعات إرهابية لدعمها وتمكينها من القيام بدورها التخريبي. فقد أرسلت قطر الأموال الضخمة على متن الطيران القطري، لفك الرهائن المحتجزين في بغداد في عملية تلاعب فضحتها الحكومة العراقية لاحقا. وبذلك فقد سخرت الدوحة الطيران المدني لدعم الإرهاب والعمليات الإرهابية، عبر استخدام الخطوط الدولية. وأكدت المعلومات المستقاة من التسريبات المدعومة بالتسجيلات الصوتية، الدعم الكبير الذي قدمه الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني لميليشيات حزب الله في لبنان. ففي إحدى الرسائل التي وردت بتقرير «بي بي سي»، قال السفير القطري لأحد قادة حزب الله في تسجيل صوتي: «يجب أن تثقوا بقطر، وأنتم تعلمون ما فعلته قطر وما فعله صاحب السمو، والد الأمير، لقد فعل أشياء كثيرة، ودفع 50 مليون دولار». قاسم سليماني وبينما ترفع الدول شعار «عدم منح فدية لإرهابيين» كيلا يستفيدوا من هذه الأموال في دعم عملياتهم الإرهابية، تبين الاتصالات والرسائل النصية بين محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والسفير القطري كيف وافقت قطر بكل سهولة على دفع فدية غير مسبوقة والتدخل في مسار النزاع السوري، لصالح إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن. فقد دفعت قطر أكثر من مليار دولار، حيث ذهبت الأموال لجماعات وأفراد صنفتهم الولاياتالمتحدة على أنهم «إرهابيون» بما في ذلك كتائب حزب الله في العراق والجنرال قاسم سليماني، وهو قائد قوات الحرس الثوري والخاضع شخصيًا لعقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي؛ وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. وأرسل السفير رسالة إلى وزير الخارجية في أبريل 2016، قال فيها: «لقد التقى (قاسم) سليماني بالخاطفين مساء أمس وضغط عليهم من أجل قبول المليار دولار، لم يستجيبوا بسبب وضعهم المالي، سليماني سيعود»، في إشارة إلى قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني المدرج دوليا على قوائم الإرهاب.