لم يكن دعم النظام القطري للميليشيات الإيرانية في المنطقة وليدة الأشهر الماضية، بل يمتد لتعاون وثيق بين أحد أكثر نظامين في العالم تورطاً في دعم الإرهاب (تنظيم الحمدين في الدوحة والملالي في طهران)، حتى أن «عكاظ» انفردت بكشف خيوط الدعم القطري السخي للميليشيات الإيرانية في سورية والعراق منذ 29 مايو من العام الماضي. ( http://bit.ly/2KlF1nH ) دعم سخي دفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي مزق الاتفاق النووي الإيراني قبل 4 أيام، لدعوة النظام القطري، المتورط في دعم الإرهاب، إلى وقف تمويل الميليشيات الإيرانية، عقب كشف واشنطن دعماً قطرياً للجماعات الطائفية التي تصنف واشنطن العديد منها منظمات إرهابية في الشرق الأوسط. ويبدو أن فضح «عكاظ» للتعاون القطريالإيراني تحت الأقبية المظلمة، زاد من وتيرة هجمات القرصنة ومحاولة إيقاف منصات «عكاظ» الإلكترونية وتشويه الصحيفة التي ظل فريقها التحريري صامداً، حتى أمام التهديدات بالقتل التي كانت تصل إلى مكتب رئيس تحريرها. ويبدي مسؤولون أمنيون أمريكيون قلقهم إزاء الدعم القطري للميليشيات التي تعمل تحت المظلة الإيرانية، وجاءت الدعوة الأمريكية بعدما فجرت صحيفة «واشنطن بوست» مفاجئة من العيار الثقيل، إذ نشرت وثائق ومراسلات لمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة القطرية وقيادين في ميليشيا حزب الله الإرهابي، وكبار القادة في الحرس الثوري الإيراني. وتردد اسم سليماني في تلك الوثائق. وخرجت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية من الوثائق المسربة، بنتيجة مفادها بأن المسؤولين الكبار في الحكومة القطرية يمتلكون علاقات ودية مع شخصيات بارزة في الحرس الثوري مثل القائد المؤثر لفيلق القدسالإيراني قاسم سليماني، وزعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله. وكان ل«عكاظ» السبق في فضح المفاوضات التي أجرتها «الخارجية القطرية» مع ميليشيات إيرانية منظوية تحت الحشد الشعبي، وكشفت مصادر عراقية ل«عكاظ» في أواخر مايو من العام الماضي عن دعم الدوحة لميليشيات إيران في العراق وسورية تحت غطاء تخليص رهائن قطريين اختطفوا في العراق بعضهم من الأسرة الحاكمة، ولفتت المصادر إلى أن المعلومات الأولية تشي بدعم يتجاوز النصف مليار دولار، الأمر الذي أكدته «صنداي تليغراف»، والوثائق التي سربتها «واشنطن بوست» وتشير «صنداي تليغراف» إلى أن الدوحة دفعت مئات الملايين من الدولارات كجزء من مدفوعات فدية لتأمين الإفراج عن ما تزعم الدوحة أنهم رهائن قطريين محتجزين. وأوردت أنه في إحدى المراسلات القطرية الرسمية المسربة، يفيد مسؤول قطري رفيع المستوى بدفع 50 مليون جنيه أسترليني لسليماني في أبريل من عام 2017م، ودفع 25 مليون جنيه إسترليني إلى ميليشيا عراقية إرهابية متهمة بقتل عشرات الجنود الأمريكيين في جنوبالعراق. وتصف الصحيفة البريطانية الدعم القطري المتمثل على شكل مدفوعات لتخليص «رهائن» «تعارضاً بشكل مباشر مع سياسة واشنطن القائمة منذ وقت طويل بعدم دفع فدية للمنظمات الإرهابية». ونقلت التطورات الأخيرة على المشهد الدولي حسابات النظام القطري إلى مربع أكثر تعقيداً، فواشنطن التي انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني، تدعو الدوحة إلى مراجعة علاقاتها مع إيران، وعلاقاتها مع الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل إيران. ويقول مسؤول أمني أمريكي رفيع المستوى: «رسائل البريد الإلكتروني تظهر أن عددا من كبار المسؤولين في الحكومة القطرية قد أقاموا علاقات ودية مع شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، وعددا من المنظمات الإرهابية التي ترعاها إيران». ويضيف: في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة إقناع إيران لوقف دعمه للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، لا نعتقد أنه من المفيد أن تستمر قطر بامتلاك علاقات مع جماعات كهذه.