تمكّن «سوق عكاظ» من وضع اسمه ضمن قائمة أقوى المهرجانات والمحافل الثقافية في العالم العربي، لما يقدمه من جوانب فنية وإبداعية وتاريخية متنوعة سجلت حضورًا سعوديًا وعربيًا فاعلًا. «اليوم» استطلعت آراء المثقفين حول أبرز فعاليات السوق، والطموحات المتعلقة به في المستقبل. تنوّع وثراء أكد المسرحي د. عبدالهادي القرني أنه من خلال الأيام القليلة التي أمضاها في سوق عكاظ كانت المحاور مميّزة والأسماء أثرت المكان من خلال الأوراق التي قدّمت أو من خلال المبادرات من بعض الجهات، وهذا التنوع أعطى تميزًا للفعاليات الثقافية لهذا العام. تزاحم وضغط وقال الشاعر حسن الربيح إن نظرة سريعة لجدول الفعاليات والموضوعات والمجالات والأسماء المشاركة في السوق ستوضح التنوّع والثراء الذي يحفل به، ولكن تبقى مشكلة التزاحم في عدد الأسماء للفعالية الواحدة، وهو ما يتسبب في ضغط المادة ضغطًا مخلًا مراعاة للوقت، كما أن مشكلة قلة الحضور في الأيام الأخيرة تسبب حالة من عدم الرضا على أهمية المادة المطروحة ودسامتها. وأضاف: على الرغم من وجود عناوين جديدة في الساحة الثقافية إلا أن العناوين المطروحة والمستهلكة ما زالت تتسيد الفعاليات على حساب موضوعات أولى منها طرحًا وحوارًا. نسخة من الجنادرية وأوضح د. عبدالله غريب أن اعتماد إحياء هذا السوق جاء بعد أن تم تحويله إلى برنامج ثقافي وسياحي يقام في وقت ليس ببعيد عن زمن إقامته في الزمن الغابر، ولكن وفق آلية تعيد أمجاده بصورة اجتثت ما كان يُقام من أجله في الجاهلية وحوّلته إلى سوق يجتمع فيه الأدباء والمثقفون والفنانون من مختلف مناطق المملكة والعالم العربي، وهو يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وهذا في حد ذاته وسام فخر لهذا النشاط الذي يُعتبر رافدًا من روافد التنمية السياحية لمدينة الورد «الطائف». وأضاف غريب إن هذه الظاهرة الثقافية التي مرّت بأكثر من عقد من الزمان تُعتبر نسخة من مهرجان الجنادرية مع اختلاف المكان والزمان، وذلك بسبب تكرار الأسماء وآلية التنفيذ، وهو ما يجعل الأمر بحاجة لإعادة نظر في المناشط التي تقام واختيار المشاركين.