أكد الهلال «زعيم» الأندية السعودية بفوزه بلقب بطل الدوري السعودي لكرة القدم أنه يسير بخطى ثابتة نحو البطولات والألقاب المحلية، حتى تكاد شمسه لا تغيب عن الألقاب في كل موسم. وظفر الهلال في الموسم الحالي بلقبين حتى الآن، هما كأس ولي العهد والدوري، وأمامه البطولة المستحدثة وهي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال والتي تنطلق يوم الخميس المقبل. ونجح الهلال في قمته مع الاتحاد في المباراة الختامية للدوري في تسديد فاتورة الموسم الماضي عندما خسر أمامه 1/2 على إستاد الملك فهد الدولي في الرياض في النهائي أيضاً، فرد أمس الأول على إستاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة برأسية النجم ياسر القحطاني ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول تعويض خسارته في الموسم الماضي والثاني التأكيد على زعامته للأندية السعودية والثالث بروز مواهب جديدة في صفوفه إلى جانب لاعبي الخبرة، ليؤكد أنه الفريق السعودي الوحيد الذي لا يتأثر في مرحلة البناء بعد اعتزال نجومه. فالفريق الحالي للهلال لا يضم أي لاعب من الجيل الذهبي باستثناء عميد لاعبي العالم محمد الدعيع، أما النجوم السابقين وفي مقدمتهم سامي الجابر ويوسف الثنيان وخالد التيماوي وفهد الغشيان وعبدالرحمن التخيفي وغيرهم من النجوم الذين تركوا بصمة في الهلال والمنتخب فقد اعتزلوا ولكن بقي الهلال يصعد للمنصات وبكثافة بفضل توارث النجومية للاعبين آخرين مثل محمد الشلهوب ونواف التمياط وعمر الغامدي وخالد عزيز في مرحلة سابقة. وحالياً تبرز في الهلال وجوه جديدة بدأت تضع أقدامها في سلم النجومية ويأتي في مقدمتها أحمد الفريدي الذي شارك أمس الأول ونجح في تغيير وجه المباراة من سيطرة اتحادية إلى خطورة هلالية وكان وراء الهدف حين مرر كرة متقنة إلى القحطاني، حيث ذكر بسرعته ومراوغته ومهارته الجمهور السعودي باللاعب المعتزل يوسف الثنيان وذلك لتشابه الأداء والمهارة بينهما. وكان مدرب المنتخب السعودي البرازيلي هيليو سيزار أنجوس قد اختار الفريدي في معسكر «الأخضر» الإعدادي لمباراة أوزبكستان السابقة في التصفيات الآسيوية لكنه استبعده من القائمة النهائية قبل الذهاب إلى طشقند. وإلى جانب الفريدي، هناك عبدالله الزوري الظهير الأيسر الذي أصبح أساسياً في الفريق وهو أيضاً دون سن ال23، ولاعب الوسط عبدالله الدوسري (لم يشارك أمس الأول)، والمهاجم فهد الكلثم. أما النجمان ياسر القحطاني ومحمد الدعيع فهما الأكثر نجومية في الفريق، فالدعيع تصدى لأكثر من هدف محقق ما يميزه عن باقي الحراس السعوديين، ما دفع بحارس الاتحاد حسين الصادق إلى المطالبة بعودة الدعيع لحراسة مرمى المنتخب. وتبقى قصة ياسر القحطاني صاحب الهدف الوحيد في المباراة والذي أجهش بالبكاء بعد صافرة النهاية لما للبطولة من أهمية خاصة بالنسبة له لأنها الأولى له فيها مع الهلال بعد انتقاله إليه من ناديه السابق القادسية بمبلغ 25 مليون ريال في أغلى صفقة محلية. وقال القحطاني «الألقاب ليست غريبة على الهلال ولكن هذا الموسم يعتبر مميزاً لي مع هذا النادي الجماهيري الكبير، وبقيت لنا مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وهي البطولة المستحدثة وأتمنى أن أساهم مع زملائي في تحقيق لقبها لأن الهلال صاحب أولويات». وأضاف «الدوري السعودي قوي ومثير بدليل أن اللقب لم يحسم إلا في الجولة الأخيرة، وعلى الرغم من أننا كنا نلعب بفرصة واحدة وهي الفوز والاتحاد بفرصتين، فإننا استطعنا أن نتعامل مع المباراة بشكل جيد جداً وكان الفوز حليفنا في نهاية المطاف». ويسجل لإدارة نادي الهلال التي يترأس مجلسها الأمير الشاب محمد بن فيصل التمسك بالمدرب الروماني أولاريو كوزمين (39 عاماً) الذي واجه انتقادات واسعة من أنصار الفريق في بداية مشواره خصوصاً بعد الخروج من دوري أبطال آسيا الموسم الفائت، ونجح كوزمين في إعادة لقب بطل الدوري إلى الفريق. وعلى صعيد اللاعبين غير السعوديين، فإن الإدارة الهلالية طلبت من البرازيلي تفاريس والليبي طارق التايب تجديد عقديهما، أما الأجنبي الثالث الأنغولي ليلو فالأقرب هو البحث عن بديل له لتواضع مستواه رغم المبلغ الكبير الذي دفع لناديه الأصلي للتعاقد معه. ورفض مدرب الهلال الروماني كوزمين أولاريو الحديث عن البقاء أو الرحيل لكنه قال «الهلال فريق يملك مواهب عديدة سواء من لاعبي الخبرة أو الصاعدين، وجماهيريته كبيرة جداً»، مضيفاً «أن العمل مع ناد بهذه المواصفات وفي بطولة مثيرة كالدوري السعودي له ممتعة بالتأكيد ويخلق لأي مدرب تحدياً من نوع خاص». وأضاف «مررنا بظروف صعبة للغاية هذا الموسم لا سيما وسط تداخل المسابقات المحلية ولكننا تغلبنا عليها رغم الإرهاق الذي بدأ على لاعبينا في الأسبوع الأخير من الدوري وذلك باللعب أمام الشباب مباراتين متتاليتين وهو فريق قوي ومنافس ثم مواجهة الاتحاد الذي لعب بفرصتي الفوز أو التعادل وعلى أرضه، ورغم ذلك نجحنا في تحقيق أهدافنا وأنا أشكر اللاعبين لصبرهم وثباتهم في المباريات الأخيرة من الدوري».