خلال الأشهر الستة الماضية أصبحت قضية برك المياه المكشوفة حديث عدد كبير من مواطني حفر الباطن وارتفعت وتيرة المخاوف من هذه البرك عقب مصرع طفل فى إحدى البرك ونجاة طفل آخر ، وعلى الرغم من تكرار هذه الحوادث إلا أن حالات الاهمال في ترك هذه البرك مكشوفة لا تزال مستمرة وربما لم يتدارك المسؤولون حتى الآن هناك مخاطر تسببها هذه البرك بدليل عدم اتخاذ اجراءات لوضع نهاية لهذه الحوادث. يقول المواطن سعد الأدهم: مع التوسع العمراني في المحافظة أصبحنا نلاحظ هذه الظاهرة بشكل مستمر ومتزايد وتعتبر خطيرة بكل ما تعنيه الكلمة، وما يزيد الأمر سوءا أن يكون الإهمال سببا لسقوط طفل أو شاب أو رجل مسن في بركة قيد الإنشاء. فهناك حالات كثيرة سمعنا بها وإحداها وقفت عليها وهي سقوط شاب في بركة مكشوفة ما أدى إلى دخول «السيخ الحديدي» في رأسه، وحالات مؤلمة سمعنا بها لأطفال افترستهم هذه البرك التي نتمنى أن تكون عليها رقابة بشكل أكبر. وأضاف الأدهم انه لابد من الجهات المسئولة إلزام المقاولين بتغطية هذه الحفر بأية طريقة كانت سواء بوضع لوح خشبي أو بلاستيكي وإقامة لوحات تحذيرية أمامها أو وضع سياج حولها حتى لا يمكن لأحد من الأطفال أو كبار السن الوقوع فيها. وأضاف المواطن عيادة مخلف البذالي قائلاً: إن برك المياه التي يتركها أصحاب المباني خطر يهدد أرواح الأطفال الذين يجهلون مدى خطورتها وعمقها. وكذلك تعد مكانا مناسبا لتجمع الملوثات والنفايات والأتربة واقترح البذالي أن يتم إجبار كل صاحب مبنى أو مقاول على وضع سياج (حاجز ) حول هذه البرك أو يقوم بتغطيتها أو تكليف المقاول المشرف على بناء مبناه بمراقبتها يومياً. أما المواطن طليحان المسعودي فقال : إن البرك ناقوس خطر يهدد الأطفال الأبرياء، مطالبا بعقوبات صارمة لمن يترك برك المياه مكشوفة مع إلزام صاحب كل مبنى أثناء إنشائه بركة مياه خاصة به بوضع حاجز يحمي الأطفال والمارة على حد سواء. هناك لائحة تفصيلية تختص بسلامة المباني قيد الإنشاء منها ما يتعلق بسلامة الموقع وهذه مسؤولية مشتركة بين صاحب المبنى والمقاول المنفذ ويلتزم الأخير بوجود ترخيص لإنشاء المباني. وأشار المواطن متعب القريان الى أن هناك فرقا شاسعا بين مقاولي المباني التي تقوم بإنشائها الجهات الحكومية ومقاولي المباني الخاصة بالمواطنين. فالمقاول الذي يقوم بإنشاء مبنى حكومي نراه يقوم بوضع صفائح من الحديد على هيئة سور يحمي المارة. أما المقاول الذي ينشئ مباني المواطنين فيتركها بعد الانتهاء من تشييد المبنى ومن ثم يقوم بانشاء الجدار بشكله النهائي. وأكد المواطن علي فهد المطيري أن الأطفال بطبيعتهم يفضلون الاستكشاف والتجربة ولأنهم لا يدركون جيداً مدى الخطورة نجدهم عرضة للوقوع في هذه البرك، لكن هل يلام الطفل أم يلام صاحب المبنى أم المقاول؟ من وجهة نظري أن الذي يلام أولا هو صاحب المبنى الذي لابد أن يقوم بإلزام المقاول بوضع حاجز وأن يكون ضمن الشروط المتفق عليها بعقد الإنشاء. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن هناك لائحة تفصيلية تختص بسلامة المباني قيد الإنشاء ومنها ما يتعلق بسلامة الموقع وهذه مسؤولية مشتركة بين صاحب المبنى والمقاول المنفذ ويلتزم الأخير بوجود ترخيص لإنشاء المباني وأن يكون لديه مسئول مختص بالسلامة وعلى صاحب المبنى أن يقوم باختيار المقاول المناسب والمرخص وتوقيع عقد معه يلزمه بتطبيق شروط السلامة المتبعة طول مدة إنشاء المشروع «المبنى» من حيث وضع حواجز وإغلاق المشروع ما يمنع سهولة وصول الأشخاص إليه وتحديداً الأطفال. وعن الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحوادث أضاف الدوسري انه يتم إجراء تحقيق يقوم به الدفاع المدني حسب طبيعة الحادث ومن ثم التوصل إلى نتائج ومسببات الحادث وحسبما يتم التوصل إليه من نتائج يتم اتخاذ الإجراءات بذلك، ونوه الدوسري الى انه في مثل هذه الحوادث تكون المسئولية مشتركة بين المواطنين وأصحاب المبانى والمقاولين المنفذين وانه يجب على الأهالي مراقبة ومتابعة الأطفال وعدم تركهم ولو لفترة محدودة دون متابعة لأنهم يتصرفون بتصرفات تؤدي لوقوع نتائج لا تحمد عقباها, وطالب الدوسري أصحاب المباني والمقاولين المنفذين بمراعاة معايير السلامة لتلك المباني وأن تكون محجوبة عن المارة.
حفرة في مبنى تحت الإنشاء مطلوب رقابة صارمة للحد من أخطار الحفر