الحديث عن أحداث نهائيات كأس العالم وحكاياته، دائما ما يكون حاضرا مع حضور أي نسخة من نسخ الحدث العالمي، الذي يكون مناسبة تنشر المتعة بين الجميع، لمدة شهر كامل كل (4) أعوام. ورغم أجواء السعادة والفرح، التي يعيشها كافة المتابعين للمونديال الكروي، فإن بعض المنغصات تحضر، لتفقد العشاق متعة الاستمتاع بالمباريات بعيدا كل البعد عن مبدأ الفوز والخسارة. «العنف الكروي»، كان واحدا من المنغصات التي تسببت في بث الحزن بين عشاق متعة كرة القدم، وعلى مدار (20) مونديالا، شاهد الجميع وسمع عن العديد من حالات العنف، التي كانت سببا في حرمان المتابعين من الاستمتاع بأحداث اللقاءات العالمية. وهنا، سنكتفي باستعراض (3) حالات عنف، تعتبر من الأشهر في تاريخ نهائيات كأس العالم، وهي: الحالة الأولى كانت في مونديال (1982) بإسبانيا، التي تمكنت ايطاليا من الظفر بلقبه، وحينها كانت كل الأضواء تتجه نحو المهاجم باولو روسي والحارس الأسطوري دينو زوف، لكن ما يجهله الكثيرون هو أن المدافع كلاوديو جنتيلي، لعب دورا كبيرا جدا في هذا التتويج، عقب أن تمكن بأسلوبه الدفاعي العنيف من ايقاف اثنين من أهم صانعي المتعة في ذلك الوقت، وهما الأرجنتيني ماردونا والبرازيلي زيكو. وخلال اللقاءين اللذين جمعا ايطاليا بالأرجنتين والبرازيل، تفنن جنتلي في طرق ايقاف الثنائي الموهوب، مما جعل البعض يصفه ب «هادم المتعة»، في الوقت الذي وصفه ماردونا ب «المدافع القاتل»، نظرا لتدخلاته العنيفة التي تسببت في اصابات العديد من النجوم الذين واجههم، وجعله يحتل المركز ال (8) في قائمة الرجال الأكثر شدة في عالم كرة القدم. الحالة الثانية حدثت في نفس المونديال، وكان بطلها الحارس الألماني شوماخر، الذي وجه نطحة وصفت ب «الماكرة» للمدافع الفرنسي باتريك باتيستون، مما تسبب في فقدانه للوعي فترة من الزمن، وكذلك فقده عددا من أسنانه، حيث شاهد الجميع كيف يسيل الدم من فمه في مشهد مهيب، في الوقت الذي تعامل الحارس الألماني بكل برود مع اصابة اللاعب الفرنسي، قائلا: «لا يلقي بالا، سأدفع له تكاليف علاج الأسنان». أما الحالة الثالثة فحدثت في مونديال (2006) بألمانيا، ولم تكن هذه المرة حالة فردية، بل معركة بين منتخبين اطلق عليها مسمى «معركة نورمبيرج»، في مباراة وصفت ب «الأشرس» في نهائيات كأس العالم، وجمعت ما بين منتخبي البرتغال وهولندا في دور ال (16)، حيث اضطر حكم اللقاء فيها إلى اشهار (16) بطاقة صفراء، و(4) بطاقات حمراء، كان نصيب المنتخب البرتغالي (9) بطاقات صفراء وبطاقتين حمراوين، فيما تحصل لاعبو المنتخب الهولندي على (7) بطاقات صفراء وبطاقتين حمراوين.