عندما ترى الشباب يتسابقون لفعل الخيرات عندها تستطيع وأنت مرفوع الرأس أن تقول إن الدنيا فعلًا لا تزال بخير، وما نشهده من مبادرات بين الفينة والأخرى يؤكد هذا المعنى، مبادرات في شتى المناحي والمناشط الاجتماعية تعج بها مختلف الوسائل الإعلامية المتوفرة وخاصة ما نلاحظه على مواقع التواصل الاجتماعي، نعم إنه لأمر يثلج الصدر لدرجة أن المبادرات التي كان يطلقها شاب أو شابة أصبحت أشبه ما تكون بالعدوى التي أصيبت بها مؤسسات، بل وبحجم منظمات حكومية، فأصبحت جميعها تتنافس في التفنن في الخروج بفكرة خلاقة لم يسبق أن تم طرقها في هذا الباب. لقد تنوعت المبادرات حتى انه لم نعد نجد مجالًا إلا وطرقه مجتمعنا السعودي، فمن المبادرات الصحية التي تحث على التبرع بالأعضاء، إلى تلك التي تنشر التوعية حول السلامة المرورية، ناهيك عن مبادرات لبناء صروح خيرية في شتى الأوجه، وغيرها من المبادرات التي لا يتسع المجال لذكرها والتي تميز بها شبابنا عن غيرهم. إننا نعيش حالة من النضوج الفكري والاجتماعي لدى فئة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع السعودي، وهذا ما يبشر بمستقبل واعد قائم على استشعار المسؤولية بين كافة أطياف ذلك المجتمع، وهو ما يؤكد عليه ديننا الحنيف الذي يرى في التكافل والتعاضد أساسًا لنجاح الأمم وتقدمها. ونجد الكثير وخلال هذا الشهر الفضيل يجدون في الركض وراء كل ما من شأنه أن يدر عليهم الحسنات التي لا شك وأنها تضاعف في مثل هذه الأشهر التي تتميز بالروحانية وتلمس احتياجات الآخرين بشكل لافت. ولا نغفل أمر تبني جهات خاصة أو رسمية لتلك المبادرات التي قد تنشأ صغيرة فتصبح أملًا للكثيرين، وهو ما يجعل من الحلم حقيقة بالمساهمة في أن ترى تلك المبادرات النور كي تحقق أهدافها السامية، إنها المرحلة الأروع حينما يتم جني ثمار تلك الأفكار الشابة التي وجدت من يأخذ بيدها ليصل بها إلى جادة الطريق. ومما لا شك فيه أن هناك ملهمًا لكل عمل يصب في هذا الجانب، كيف لا وهذا الملهم هو بحجم كيان بأكمله هو المملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال سباقة في المبادرات ليس فقط على المستويين المحلي والإقليمي، بل وحتى العالمي، ما جعلها في مصاف الدول التي يشهد لها في هذا الجانب فحق لنا أن نفخر ونقتدي بملهمتنا.