طرد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كبير الدبلوماسيين الامريكيين ونائبه من فنزويلا واتهمهما بالتآمر ضد الحكومة الاشتراكية، ومحاولة تخريب الانتخابات الرئاسية التي اجريت عطلة نهاية الاسبوع. وقال مادورو في خطاب تليفزيوني: الامبراطورية لا تهيمن علينا هنا، وأمام القائم بالأعمال الأمريكي تود روبنسون ونائبه نارانجو مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد، لدينا ما يكفي من المشاكل. وقالت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» في تقرير لها: ان التوترات تصاعدت بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا عقب فوز مادورو في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد الماضي، وقد وصفها البيت الابيض بالخداع. من ناحيته، نعت مادورو، روبنسون ونارانجو، بأنهما رأس حربة للمخابرات المركزية، وانهما ضغطا على عدد من السياسيين المعارضين للحكومة بعدم المشاركة في الانتخابات، وتقول الصحيفة: رغم الازمة الاقتصادية الطاحنة والاستياء السائد قررت معظم الاحزاب المعارضة مقاطعة الانتخابات بعد ان منع المسؤولون اكثر قادتهم شعبية من المنافسة ضد مادورو. واتهم مادورو الإدارة الأمريكية التي شددت عليه العقوبات الإثنين الماضي، بالسعي لتصعيد الاعتداءات ضد الشعب الفنزويلي، وقال مسؤولون امريكيون: ان الادارة تفكر في فرض عقوبات نفطية على فنزويلا. وقالت إذاعة محلية: ان روبنسون كان في زيارة لولاية ميريدا غرب البلاد عندما علم بأمر مادورو، واعلن روبنسون ونائبه أنهما يرفضان بشدة هذه الاتهامات، وقال: انها زيارتي الاولى، لكنها لن تكون الاخيرة الى ميريدا او فنزويلا. ورددت هيذر نويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية نفس كلام روبنسون، وقالت خلال لقائها بالصحفيين: ان المسؤولين الامريكيين يعتبرونها مزاعم كاذبة. وعمل الدبلوماسي المحترف روبنسون قبل ذلك في عدة دول بأمريكا اللاتينية، وواجه عدة مرات دعوات بطرده، وكان نشطا خلال اقامته القصيرة في كراكاس. فبعد ايام من وصوله إلى كراكاس عرض صورا لحشود مؤيدة للحكومة، بجانب تمثال بطل الاستقلال سيمون بوليفار، ووصف التجمع الدستوري لمادورو بأنه غير شرعي، ودعا لاطلاق سراح المواطن الامريكي، جوشوا هولد، الذي سجن لأكثر من عامين دون محاكمة بتهمة حيازة سلاح، وسمع القائم بالاعمال الأمريكي بتعرض حياة مواطنه هولد للخطر إثر احداث شغب بالسجن. وكان مادورو قد استقبل القائم بالاعمال الأمريكي الشهر الماضي في القصر الرئاسي عندما اجتمع بالسيناتور ديك ديرين، كما ارسل رئيس الجمعية الدستورية دلسي رودريجيز للاجتماع مع روبنسون في مقر اقامته، ومنذ عام 2010 لا تتبادل فنزويلاوالولاياتالمتحدة السفراء، ويعمل روبنسون قائما بالاعمال رغم انه يحتفظ بمنصب سفير مع نائبه نارانجو. وقال باتريك دودي اخر سفير أمريكي عمل في فنزويلا، وطرده شافيز لفترة قصيرة عام 2008: إن الولاياتالمتحدة ليست وحدها التي ترفض فوز مادورو باعتباره فوزا غير شرعي، واضاف دودي الذي يعمل مديرا لمركز دراسات أمريكا اللاتينية والكاريبي بجامعة ديوك الامريكية: إنهم يتطلعون إلى إلقاء اللوم على شخص ما، كما كان يحدث في السابق، وهدفهم هو الولاياتالمتحدة.