سادت حالة من الهلع والفوضى والتخبط في أوساط الميليشيات الحوثية ووكلائها في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات، فيما كشفت مصادر بمحافظة الحديدة عن مقتل اللواء علي حمود الموشكي المعين من قبل ميليشيات الحوثي نائبا لرئيس الأركان، في غارات طائرات التحالف التي قضت على رئيس المجلس السياسي للانقلابيين صالح الصماد. فيما كشفت مصادر دبلوماسية عربية وغربية، لجهات إعلامية، عن تقديم الناطق الرسمي لميليشيا الحوثي، محمد عبدالسلام ، طلب اللجوء السياسي لدى سلطنة عمان، عقب أن رفضت إيران طلبه. خائن صالح ويعد الموشكي أحد قادة الحرس الجمهوري إلا أنه خان الرئيس السابق علي صالح، بعد أن كان مقربا من نجله أحمد وتربطه علاقة قوية بالعميد طارق صالح. ويرى مراقبون أن مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد خسارة كبيرة لإيران، إذ يعد الصماد واحدا من أبرز العناصر الصفوية المتطرفة في اليمن، التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني في بث القلاقل وتأزيم الأوضاع في المنطقة. وكان الصماد هو الثاني، بعد زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، في قائمة الإرهابيين المطلوبين للتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة. شعور بالخوف وأحدث مقتل الصماد إرباكًا غير مسبوق في صفوف قيادات الميليشيات الانقلابية، التي باتت تشعر بخوف حقيقي من تضييق الخناق عليها، واختراق تحصيناتها الأمنية، والإدراك أن قيادييها في منال قوات التحالف، خاصة أن مقتل الصماد جاء بعد أيام من تحذير وجهه العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي لميليشيات الحوثيين بأن الرد على استهداف الميليشيات للمدن السعودية، سيكون «في عملية عسكرية قاسية ومؤلمة وموجعة». وكان الصماد يستخف بقدرة التحالف العربي، وقال قبل مقتله بأيام: إن ميليشيات الانقلابيين سوف تواصل توجيه الصواريخ إلى المدن السعودية. وأسس متمردو الحوثي المجلس الذي ترأسه الصماد في الثامن والعشرين من يوليو 2016، في مسعى إلى تكريس الانقلاب على حكومة اليمن الشرعية. كما شغل الصماد منصب القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية التي تقاتل القوات الشرعية منذ انقلابها على السلطة في 2014 بدعم من إيران. إرباك واستنفار وأفادت مصادر استخباراتية يمنية بأن حالة الإرباك والاستنفار التي تعيشها قيادات الميليشيات ناجمة عن استشعارها لخطورة اختراق التحالف حلقة استخباراتها الضيقة، والنجاح في استهداف رئيس ما يسمى المجلس السياسي، صالح الصماد، بغارات جوية دقيقة ولهدف متحرك. ونشرت الميليشيات مسلحيها بكثافة في أحياء شمال العاصمة اليمنية صنعاء، واستحدثت نقاط تفتيش جديدة خاصة في حي «الجراف»، معقل الحوثيين في صنعاء، كما فرضت إجراءات أمنية مشددة. اختراق واستهداف واستعاض قادة الحوثيين عن الخوف الذي يعتريهم عقب الوصول إلى الصماد من قبل التحالف، بإطلاق التهديدات والوعيد في تصريحات وبيانات إعلامية، هدفها طمأنة أتباعهم أنهم ما زالوا «صامدين» رغم الهزائم الميدانية اليومية التي يتكبدونها في مختلف جبهات القتال، وصولا إلى قتل أكبر قيادي في صفوفهم منذ الانقلاب. من جانبها، توقعت مصادر عسكرية يمنية أن اختراق التحالف لتحركات قيادات الحوثيين العليا يؤكد أن قيادات الانقلاب باتت في دائرة الاستهداف، على الرغم من أن أمن القيادات الحوثيية تتكفل به عناصر إيرانيةولبنانية تابعة للحرس الثوري الإيراني شبيهة بالعناصر التي تؤمن قادة حزب الله في لبنان. مقتل قيادات وعلى ذات الصعيد، قتل ثلاثة من أبرز القيادات الميدانية التابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية الإثنين، في جبهات مختلفة بالمعارك التي يخوضها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية، وذلك بحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش الوطني، نقلا عن مصدر ميداني. وأكد الموقع مقتل القيادي الحوثي «ابو عماد الحمزي» المشرف السابق لرداع، وأيضا قتل القيادي الحوثي «محمد مطهر العزاني»، والقيادي «أبوحمزة الرازحي»، وجميعهم قتلوا فى جبهة قانية مع عدد من مرافقيهم، بالإضافة إلى أسر قيادي آخر مع مرافقيه، على جبهة قانية محور البيضاء. كما تم أسر القيادي الحوثي المدعو أبوحسين العربجي مع عدد من مرافقيه، في الجبهة ذاتها. غارات جديدة وشنت مقاتلات التحالف غارات استهدفت مواقع الميليشيات الحوثية ما بين منطقتي قانية والوهبية، حيث يخوض أبطال الجيش الوطني معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية باتجاه منطقة عفار بمحافظة البيضاء. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية أخرى استهدفت تعزيزات تابعة للميليشيات الانقلابية في موقع السمر بمنطقة الجماجم بمديرية الزاهر بآل حميقان. كما استهدفت مقاتلات التحالف دبابة تابعة للميليشيات الحوثية متمركزة في موقع الجماجم بمديرية الزاهر.ة، التي باتت تشعر بخوف حقيقي من تضييق الخناق عليها، واختراق تحصيناتها الأمنية.