لم تدم فرحة صيادي القطيف طويلا بمغادرة حفارة الرمال "الكراكة" مكانها الواقع بالقرب من فرضتهم، إذ عاودت الحضور أمس لتلاصق مراكبهم وفرضتهم من جديد، الأمر الذي أدخلهم في تخوف من الخسائر المترتبة على ذلك في حال الاصطدام بها وإتلاف مراكبهم إضافة إلى أضرار أخرى متعددة، فرجوعها أعاد لهم ذكريات مريرة حدثت لهم قبل 8 أشهر. يقول كبير الصيادين بفرضة القطيف رضا حسن الفردان إن الصيادين بالفرضة الذين يملكون أكثر من 150 لنشا لم يفرحوا طويلا بمغادرة الحفارة قبل 8 أشهر، التي تسببت باصطدام أكثر من 55 لنشا وخسرتهم أكثر من 400 ألف ريال بمواسيرها المتمددة منها إلى الساحل والتي سببت أضرارا كثيرة في تلك اللنشات، وصلت معها خسائر البعض 15 ألف ريال كما بلغ أقل تقدير للنش الذي اصطدم بمواسيرها أو بالصخور المقاربة لها بهدف الابتعاد عنها حوالي 3000 ريال، فبعد ارتحالها من المواقع تنفس أصحاب المراكب الصعداء واستبشر الجميع "خاصة أن المقاول وعد بحلول جذرية عند عودته للعمل بيد أنه لم نر شيئا، مشيرا إلى أن العودة الأخيرة لم تكن حميدة فقد خنقتنا أكثر مما كانت عليه سابقا ولا ندري ما سيؤول من ضرر على المراكب. وصلت خسائر البعض من بقاء الحفارة 15 ألف ريال، فيما بلغ أقل تقدير للنش اصطدم بمواسيرها أو بالصخور المقاربة لها بهدف الابتعاد عنها حوالي 3000 ريالويضيف الصياد عيسى المعلم "طالبنا مرارا بإزالة الحفارة، لكن فوجئنا أمس بعودتها لنقطة أقرب منها سابقا لتعيق حركة اللنشات فلا يستطيع أي منها الدخول إلا في حالة المد المرتفع، وجميع من يعلمون بأن الحفارة في الموقع يهرعون من أجل المسطح الذي يمتد بطول 5 كيلومترات من دارين حتى القطيف وصولا إلى شارع أحد وليس من أجل المراكب أو القناة، لافتا إلى أنها تحجز اليوم جميع المراكب الكبيرة المتواجدة، وأصبحت شبحا لهم، مبينا أن مركبه لحقته أضرار قبل شهرين بسببها، إذ أتلفت فيه مروحة المركب والبيص وكلفه هذان الجزءان 10 إلى 15 ألفا. وبين الصياد سعيد السالم "عانينا كثيرا بوجود الحفارة سابقا في الموقع وممر المراكب، ورغم محاولتنا تفاديها ووضع البويات والعلامات تفاديا لاصطدامها باللنشات، منوها إلى أن توقيت المقاول غير مناسب بقدومه وغير مرحب فيه مهما يكن إلا بتوفير السلامة التامة لمراكبنا، فنحن نعيش موسم الروبيان وإن اصطدام لنش بالحفارة سيكلفنا أكثر من 10 آلاف بالإضافة لتعطل المركب فترة زمنية نقدر عائدها بأكثر من 20 ألفا للتوقف. 60 يوما فترة العمل الجديدة للحفارة من جانبه، أوضح مدير المشروع المهندس صلاح عفيفي أن الحفارة عادت للوقوف بالموقع ولن تستمر طويلا، وقال "سنقوم بحفر القناة التي ستريح الصيادين جميعا كما عملنا بذلك بالقرب من فرضة دارين وتم ذلك بسلاسة ويسر"، مؤكدا أنهم سيقومون بحفر في البحر بعرض 40 مترا وعمق 8 أمتار خلال 30 يوما فقط "ونتعهد بهذا الكلام وإن أراد الصيادون التوسعة أكثر لحفر القناة التي تؤمن لهم الطريق السليم وعدم الاصطدام بالصخور المتناثرة بالقرب من الفرضة لتكون 80 مترا أو أكثر يجب عليهم تحملنا مدة لا تزيد عن 60 يوما"، مشددا على أن الأمر لا بد منه ويجب على الصيادين تفهمه، كما سيكون منا الوفاء لهم بأن تكون لهم فرضة تجعلهم ينسون ما كانوا فيه من عناء من قناتهم المشوبة بالمخاطر.