ألقت الحوادث المتكررة لاصطدام مراكب الصيد «اللنشات» بالقطيف بحفارة الرمال «الكراكة» بظلالها السلبية على الصيادين، ويتذكر كبار السن منهم أحداثاً مؤلمة عايشوها في العام 1343هجرية 1923 ميلادي بالقطيف فيما يعرف بعام «الطبعة» حيث شهد هذا العام غرق العديد من مراكب الصيد وراح ضحيتها عشرات الصيادين، ويروي الصيادون معاناتهم المريرة مع حفارة الرمال «الكراكة» القابعة بجانب فرضة القطيف من الجهة الشرقية بعد إتلاف مراكبهم الواحد تلو الآخر حتى بلغ عدد اللنشات التي تضررت أكثر من 50 مركباً من مجموع 150 مركب صيد بالقطيف. ويؤكد كبير الصيادين بفرضة القطيف رضا حسن الفردان أن الصيادين يتذكرون هذه الأيام في عام «الطبعة» التي راح ضحيتها عدد كبير من البحارة والنواخذة بأماكن متفرقة، مشيرا الى أن الحفارة منذ اقترابها من فرضة القطيف وهي تصطاد المركب تلو الآخر، حيث تغلق القناة نظرا لحجمها الضخم وتسد الطريق على مراكب الصيد ما تسبب في إتلاف أكثر من 50 مركب «لنش»، لافتا الى أن الصيادين خاطبوا حرس الحدود برفع خطاب يشكون فيه من وجود الحفار. كما خاطبنا البلدية مراراً وعقدنا عدة اجتماعات للبحث عن حل للمشكلة التي لم يتم حلها حتى الآن . وأكد الفردان عزم الصيادين توكيل محام لاسترداد حقوقهم خاصة بعد أن تضررت 10 مراكب دفعة واحدة خلال الأسبوع الماضي فقط، في حين تبلغ تكلفة إصلاح اللنش الواحد على أقل تقدير 15 ألف ريال أي حوالي 150 ألف ريال. يتذكر كبار السن منهم أحداثاً مؤلمة عايشوها في العام 1343هجرية 1923 ميلادي بالقطيف فيما يعرف بعام «الطبعة» حيث شهد هذا العام غرق العديد من مراكب الصيد وراح ضحيتها عشرات الصيادين. ويضيف الصياد عبد العظيم حسن آل سالم أحد المتضررين بعد اصطدام مركبه الاحد قائلاً : اصطدم مركبي ب «باورة» التثبيت التابعة للحفارة، حيث وضعت هذه الباورة الحديدية بشكل غير واضح ولم توضع علامات ارشادية تدل على موقعها ما تسبب في اصطدام مركبي بها، مشيرا الى أن مركبه لم يكن الأول، فقد سبقه العديد من اللنشات التي اصطدمت بالحفارة وحدثت بها تلفيات عديدة، مؤكدا أنه رغم احتراس الصيادين للابتعاد عن الحفارة اصطدموا بتلك «الباورة» أو بأنابيب الحفارة الممتدة للساحل بمسافة كبيرة، مشيرا الى أن مركبه أصيب بثقب كبير في الأسفل وتسربت المياه داخله. كما تضررت الماكينة، وتقدر ورش الصيانة الخسائر بحوالي 50 ألف ريال. ويشير عباس حبيب الدبيسي الى أن الحفارة أتلفت العديد من المراكب خاصة من نوع «البيروانة» التي تبلغ قيمتها أكثر من 10 آلاف ريال، مشيرا الى ان أنواع اللنشات «السكان» و «الميل» و «البيص» يتكلف إصلاح الواحد منها حوالي 10 آلاف ريال. ويضيف علي عبد الله آل خليل ان الحفارة «الكراكة» يبلغ وزنها 250 طنا، وهي قابعة كاللغم لاصطياد المراكب، وناشدنا المقاول عدة مرات واجتمعنا معه منذ 15 يوما تقريبا وتعهد بإزالة الحفارة خلال 14 يوما ولم يحدث ذلك، واستمرت معاناتنا بسبب إتلاف مراكبنا. من جانبه أكد قائد قطاع القطيف العميد سعود القحطاني أن حرس الحدود ليس طرفا في تلك المشكلة، مشيرا الى أن الصيادين توصلوا لاتفاق مع المقاول بحل تلك المشكلة خلال أسبوعين فقط، مضيفا أن حرس الحدود بالقطيف قام برفع محضر الاجتماع للدوائر ذات العلاقة بعد مخاطبة الصيادين قطاع حرس الحدود الاحد، لافتاً الى أن شكواهم سوف ترفع للجهات المختصة وفقا للإجراءات.