وقع الوزير السابق ميشال سماحة وأوقع معه جميل السيد في قبضة «شعبة المعلومات»، فالأساليب المخابراتية التي كانا يعتمدانها انقلبت عليهما، بكشف فرع المعلومات عن امتلاكه «تسجيلاً بين جميّل السيّد وسماحة أثناء انتقالهما من دمشق إلى بيروت»، يقول فيه السيد حرفياً :»هيدا جنبلاط يجب أن يقتل .. لازم يُقتل». الصورة اليوم تذكرنا بصورة العام 2005 حين اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وها هو أحد الضباط الأربعة الذي سبق وأوقفته «المعلومات» أربعة أعوام للاشتباه بتورطه في اغتيال الحريري يعود إلى الواجهة مداناً مرة أخرى بأفعال إجرامية تنال ونالت من أمن واستقرار لبنان. ويعد الملف القضائي من الملفات الدسمة جداً بحسب مصدر خاص ل«اليوم». ولاكتمال فصول القضية كان من المتوقع أن تعقد جلسة استجواب للسيد أمس، إلا أن قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا عمل على تأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل، لحين الانتهاء من تفريغ التسجيلات الصوتية التي تعود إلى أعوام عديدة بحسب مصدر مطلع ل»اليوم». وأفادت المعلومات أن سماحة كان يعتمد نظام التسجيل، كطريقة استخباراتية لتهديد من يحاول أن ينفك عن المخابرات السورية، ويحتفظ بنسخة في أرشيفه «الملطخ بالدماء» ونسخة أخرى يرسلها إلى «معلمه» في دمشق. وتحدثت معلومات قضائية ل«اليوم» أن مواد التسجيل المحتوية على ما دار بين سماحة والسيد نقلت الى النيابة العامة قبل خمسة أيام وكانت الاساس الذي بني عليه ملف السيد. وتبين ان التسجيل رصد كل ما دار بين سماحة والسيد منذ انطلاق سيارة الاول من فندق في دمشق الى منزل سماحة في الاشرفية في 7 آب الماضي. وتولى فرع المعلومات تفريغ محتويات الشريط وأدرج المحضر ضمن ملف اثباتات اخرى منها شهود استخباريون أكدوا انطلاق سماحة والسيد في سيارة الاول من دمشق، كما أكدوا عبورهما معا نقطة المصنع الحدودية. وكشف مصدر مطلع ل»اليوم» أن فرع المعلومات سلم النيابة العامة العسكرية نتائج تدقيقه في مضبوطات سماحة، وبينها هاتفه الشخصي الذي يحوي تسجيلاً صوتياً للرحلة الأخيرة لسماحة من دمشق إلى بيروت، إضافة إلى تسجيل آخر للقاءات أجراها في اليوم ذاته مع مسؤولين سوريين. وعلمت «اليوم» أن الوضع بين لبنان وسوريا حساس جداً، حيث يعمل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية القاضي صقر صقر على إعداد استنابات قضائية تشمل مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، لأن أحد التسجيلا الصوتية تضمنت تسجيلاً لاتصال بين الأخير وسيدة سورية في دمشق، يوم 7 آب. وتسأل السيدة سماحة عن مكان وجود السيد، فيجيبها بما معناه: «ذهب ليقابل وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار. فأنا لدي عمل لا أريده أن يعلم به». وهذه السيدة يُعتَقَد أن تكون شعبان. السيد: سأترشح على الانتخابات النيابية ولأن الوقاحة من من شيّم السيد، أعلن اللواء المخابراتي في مؤتمر صحافي أنه اذا جرت الانتخابات بموعدها سأكون مرشحا مستقلا على لائحة «امل» و»حزب الله» في البقاع الشمالي». ودعا الى إجراء تحقيق رسمي قضائي جنائي مع كل من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير فرع العلومات العميد وسام الحسن في موضوع التسريبات واحضار الشاهد ميلاد كفوري من الخارج لاقامة العدالة. ورأى جميل السيد ان «ما يجري اليوم في ملف الوزير السابق ميشال سماحة هو ان فريق ريفي الحسن ميرزا صقر يرتكب جرائم والفريق الحكومي يتفرج». ولفت الى انه «لست محمياً سياسياً من أحد، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس متمسكاً بالحسن وريفي، وسمعته عندما قال ل(وزير الداخلية) مروان شربل عند تأليف الحكومة انه يجب إقصاؤهما لأنهما «زعران»، مشيراً الى ان ميقاتي «قال إن حكومته بسبع أرواح ولكن الشعب اللبناني روحه واحدة «وطلعت روحو» بحكومته، والوصف غير جميل لأن الهررة بسبع أرواح، فإذا كانت حكومتك بسبع أرواح فهي حكومة «بسين». وانتقد رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي بسبب رفضه إغضاب أي طرف». اضاف: «ميقاتي يعتبر نفسه «عياري» ويريد أن يحفظ خطّ الرجعة مع (الرئيس سعد) الحريري علّه يعيد تعيينه في حكومة مقبلة، وأذكره يوم قال له الحريري «يكفيك لقب رئاسة الحكومة»، فحزن ميقاتي وأتى يخبرني بذلك شاكيًا». حوري: السيد يمتلك نفسية إجرامية أوضح نائب بيروت عمار حوري في حديث الى «اليوم»، أنه «منذ أن تم اكتشاف خلية سماحة مملوك أخذت هواجس الناس التي كانت تتوجه بأصابع الإتهام إلى مجموعة بعينها أخذت تمتلك الدلائل والقرائن، فقدم ميشال سماحة من حيث لا يعلم الدلائل الكاملة والقرائن الكاملة أنه ينتسب إلى فريق يدين نفسه بالنزعة الإجرامية ويميل إلى إلغاء الآخر، فيما بعد اكتشفنا أنها لا تضمن فقط سماحة ومملوك تبين أن هنالك آخرين وأتى السيد ليضاف إلى هذه القائمة، على ما يبدو أن القضية هي قضية جبل جليد ورأينا حتى الآن رأس هذا الجبل». وشدد على أن «من يمتلك هكذا نفسية إجرامية لا يمكن أن يستثنى من أي شبهة في جرائم كثيرة، لذلك الشعب اللبناني أصبح واضحاً إليه أن هذه المجموعة تؤمن بفكرة إلغاء الآخر وبالفكر الإجرامي». المشنوق: السيد يريد قتل جنبلاط وكشف عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق ل»اليوم» أن «السيد تحدث لسماحة في السيارة التي اقلتهما من دمشق الى بيروت عن قتل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط».