طغى الملفان الأمنيان والقضائيان المتعلقان بواقعة وجود المدير السابق للأمن العام اللواء المتقاعد جميل السيد في سيارة الوزير السابق ميشال سماحة أثناء نقله المتفجرات من سورية الى لبنان، وبقضية الاجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني بحثاً عن المخطوفين السوريين واثنين من التابعية التركية لدى آل المقداد وأهالي المخطوفين اللبنانيين في سورية، على الوضع السياسي اللبناني وعلى التحضيرات الجارية على قدم وساق لاستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر بعد غد الجمعة، في زيارة تستمر 3 أيام سيوقع خلالها الإرشاد الرسولي المتعلق بمسيحيي الشرق ودورهم. وإذ أنهى قاضي التحقيق الأول في المحكمة العسكرية رياض أبو غيدا أمس تحقيقاته مع سماحة الموقوف منذ 9 آب (أغسطس) الماضي، في جلسة كانت الرابعة منذ توقيفه، بتهمة الضلوع في مخطط أحداث تفجيرات في الشمال اللبناني عبر عبوات نقلها سماحة بسيارته (في 7 آب)، قرر أبو غيدا الاستماع الى اللواء السيد غداً الخميس، في الملف الذي حوله عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة القاضي صقر صقر، وفقاً لما ورده من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي والذي أفادت المعلومات الأمنية والقضائية بأنه يتضمن أدلة ووقائع عن وجود السيد في سيارته أثناء نقله العبوات الناسفة من سورية. واستبق السيد جلسة الاستماع إليه بمرافعة مطوّلة قال فيها إن «من الممكن أنني كنت في السيارة ولا مشكلة لدي». وفيما قال إنه «يشرفني إذا رغب القاضي بأن يستوضحني»، عاد فأوضح أنه سيذهب الى القاضي «لكن إذا تبلغت بالإعلام أعتذر وأطلب تحديد موعد سري». وهاجم مرات عدة خلال مؤتمر صحافي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، والقاضي صقر، والنائب العام التمييزي القاضي المتقاعد سعيد ميرزا في ملف سماحة وفي ملف «شهود الزور» المتعلق بالتحقيقات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وطالب بالتحقيق مع ريفي والحسن في التسريبات المتعلقة بملف سماحة وفي شأن ملفه هو. كما طالب بجلب الشاهد الذي قال إنه استدرج سماحة في قضية نقل المتفجرات. وهاجم السيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ونسب إليهما مواقف سابقة تتعلق بملف «شهود الزور». وقال إن «الرئيس الذي لا يستطيع أن يحاسب ريفي والحسن لا يستطيع أن يهنئهما» على كشف مخطط سماحة. وبعدما اعلن السيد أنه سيترشح كمستقل للانتخابات النيابية المقبلة على لائحة حركة «أمل» و «حزب الله» في منطقة البقاع الشمالي، قال ان ميقاتي جاء بشروط معروفة منها إقالة ميرزا وريفي والحسن، «وحين (بَرَم) تحوّل الوضع في سورية تحوّل (رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد) جنبلاط وتحوّل ميقاتي. وقال إن هذا الفريق السياسي «ماذا يفعل؟ هل يقتلوه؟ (لميقاتي) إنهم يتعايشون مع الوضع ومن يملك القدرة والقوة ليس مستعجلاً». وتحدث عن اتصالات يجريها ميقاتي مع مسؤولين سوريين لتبرير موقفه. على صعيد آخر، ادت المداهمات التي نفذها الجيش في أحياء وشقق سكنية يشتبه بإيوائها المخطوفين لدى «آل المقداد» الى تحرير 4 من السوريين كانوا محتجزين لدى العائلة منذ أكثر من 3 أسابيع لمبادلتهم بالمحتجز في سورية حسان المقداد. وروى هؤلاء في أحاديث تلفزيونية أنهم أجبروا على اعترافات غير صحيحة وأن بعضهم تعرض للضرب والضغط والصعق بالتيار الكهربائي، ليقولوا إنهم أعضاء في «الجيش السوري الحر». وفيما بقي المخطوف التركي إيدين توفان في حوزة آل المقداد، الذي قال عنه الناطق باسم العائلة ماهر المقداد إنه أصيب أثناء المداهمة، نفت مصادر أمنية ذلك وكذلك المخطوفون السوريون المحررون. وأوقف الجيش 5 أشخاص 4 من آل المقداد والخامس مالك شقة تواجد فيها أحد الموقوفين الأربعة المحررين. وتردد ليلاً ان جهود المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أدت إلى نهاية سعيدة لقضية توفان وان اطلاقه سيعلن اليوم. وشكر المحررون الجيش الذي أصدر بياناً أكد فيه أن وحدات منه حررت في منطقة حي السلم المخطوفين الأربعة. وأكد الجيش أنه لن يتراجع عن الإجراءات التي يتخذها لملاحقة المتورطين في عملية الخطف مثمناً الالتفاف الشعبي حوله. وفي ما يخص المخطوف التركي الثاني عبدالباسط أصلان صدر بيان عن «مجموعة الإمام الرضا» أكدت فيه أنها لن تسلمه إلا بعد إطلاق المخطوفين اللبنانيين العشرة في سورية.