شعر المحاورة (فن القلطة) من الألوان المحببة لدى الجميع بدون استثناء يعتمد في تقديمه للجمهور على المعنى المبطن وعلى المعنى الظاهر وفي بعض الأحيان تكون المحاورات فكاهية لإضافة البسمة على وجوه الحضور او المتابعين, المحاورة لها جمهور متابع ومتعصب ولها جمهور متذوق ويستمتع بمتابعة المتحاورين ومحاولة فك رموز المعنى ويجدون في ذلك تحديا مع الذات. في السنوات الأخيرة انتشر فن المحاورة انتشارا واسعا لعدة أسباب منها تزايد عدد جمهور المحاورة، كثرة الشعراء المبدعين في هذا اللون, كثرة القنوات الفضائية المتخصصة التي تنقل المحاورات للجمهور وكذلك كثرة برامج المسابقات لهذا اللون. وقد دأب المهتمون بهذا الفن على فتح مكاتب متخصصة ومؤسسات بل وشركات تعنى بالتنسيق مع الشعراء وتأكيد حضورهم لإقامة أمسيات المحاورة في مختلف المناسبات الخاصة والعامة والمهرجانات. جمهور المحاورة في الآونة الأخيرة قد يحضر تشجيعا لشاعر من أبناء قبيلته ودعمه وحثه على منازلة شاعر آخر من أبناء قبيلة أخرى وقد يلاحظ التمجيد والتصفيق حينما يكون موضوع المحاورة موضوعا قبليا قد يتطور مع تشجيع الجمهور إلى تعصب قبلي ويمتد لأطراف أخرى من أبناء القبيلتين وهذا ما نستطيع تسميته بالقنبلة الموقوتة. غالبية الشعراء لا ينجرفون مع الجمهور لما يمتلكون من قدرات هائلة وحكمة وحنكة في صياغة الردود ومسك العصا من المنتصف وقد يبدو للجمهور أن الشعراء على خلاف أو أن الشاعر يكيل بمكيالين وما شابه ذلك من التنبؤات غير الواردة في غالبية المحاورات وخاصة مع كبار الشعراء المتمرسين بتأدية هذا اللون المحبب. فن المحاورة أصبح مصدر كسب مادي لغالبية الشعراء وهذا حق مشروع للشاعر لما يتكبده من عناء السفر والحجوزات والإقامة والمخاطرة ونحو ذلك إلا أن المصداقية في تأكيد الحضور تبقى المحك الحقيقي للشاعر وتقديره لأصحاب المناسبة فقد تكسبه شهرة أوسع وقد تهوي به بداياته. أخيرا يبقى فن المحاورة من الفنون التقليدية المحببة إلى نفوس المجتمع السعودي والخليجي. alnadawi1 @