بعد أن كان معدل إنفاق الفرد بالمملكة على تقنية المعلومات في عام 2010 ما يقارب 998 ريالا سنويا وفقا لتقرير سابق لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، انخفض الرقم بحسب تقرير «RNCOS» للأبحاث الصناعية ليبلغ نحو 750 ريالا سنويا، وقد يرى البعض أن هذا مؤشر سلبي إلا أن الأمر عكس ذلك تماما. وشتّان بين وعي المستخدم الذي شهد في 2010 تلك الثورة الهائجة في هذا المجال والذي اعتبره الكثيرون عام ازدهار العالم بالأجهزة الذكية (الآي فون والآي باد والبلاك بيري) ولا ننسى زيادة سرعات الإنترنت عبر شبكات الجيل الثالث وما بعده. هناك فارق كبير بين الضروريات والكماليات، ويجب على المستخدم تحديد احتياجاته قبل الاقتناء، فمن المستخدمين من كان يبحث عن ضالته من خلال التقنية بين كومبيوتر محمول وهاتف ذكي وجهاز لوحي وغيرها بغض النظر عن أنها كانت تباع بأسعار مرتفعة بنحو 70 بالمائة من سعرها الأساسي فور وصولها، بسبب أن هذا الوكيل او الموزع هو أول من قام باستيرادها، لكن تطورها هو ما أثار شغف المستخدمين للانقضاض عليها واقتنائها، لكن البعض في تلك الفترة لم يكن يعلم شيئا عنها سوى أسمائها وأنها موضة وصيحة هذا العام. المؤشر الإيجابي في هذا الرقم هو زيادة وعي المستخدمين في اقتناء الأساسيات وليس الكماليات، واستخدام الأجهزة بكامل طاقاتها وليس فقط لأنها صيحة وموضة هذا العام، أي بمعنى آخر تحولت الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر إلى وسيلة لمساعدة المستخدم وليست غاية لوصوله أو مواكبته لأحدث التقنيات التي لا يحتاجها أو ربما لا يفقه وجودها وطريقة عملها. والسؤال الذي يتبادر في ذهن الكثيرين الآن، هل تستحق التقنية هذا الكم من الإنفاق؟ وكم من المستخدمين يستفيد من طاقة هذه التقنية ومزاياها الكاملة؟ تختلف الإجابات في هذه الأسئلة من شخص لآخر، باختلاف آرائهم ومتطلباتهم، لكن تبقى القاعدة في الإجابة عليها هي أن هناك فارقا كبيرا بين الضروريات والكماليات، ويجب على المستخدم تحديد احتياجاته قبل الاقتناء، فمن المستخدمين من كان يبحث عن ضالته من خلال التقنية بين كومبيوتر محمول وهاتف ذكي وجهاز لوحي وغيرها في تسهيل أداء الأعمال وإنجاز المهام واستقبال البريد الإلكتروني. ومن المستخدمين من بحث عن الرفاهية في اقتناء كل جديد لمواكبة التطور كمن اقتنى هاتفا ذكيا للدردشة على «الواتساب» دون أدنى معرفة أن هذا الهاتف يوفر خدمات مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر واستقبال وإرسال البريد الإلكتروني وتصفح الإنترنت. وكانوا ومازالوا يأخذهم هوس جديد التقنية بين حين وآخر عبر النظر إلى جمال ذلك الإعلان في الشوارع لهذا الهاتف أو الجهاز اللوحي الجديد والذي يعتبر صيحة يحاولون مواكبتها دون محاولة معرفة مواصفاتها وخباياها أو الاستفادة منها بكامل طاقاتها، فبعض معالجات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تعتبر متواضعة حاليا تعادل في أدائها معالجات أجهزة الكومبيوتر خلال السنوات القليلة السابقة. Ahmad_Bayouni@ : تويتر