حين انفصلنا وتأهبنا للمواجهة قال لي: أثبت ففي الثبات منعة، وفي المنعة عزة، وفي العزة كسب . قلت : ريح جاهلة ، وأقلام مأفونة ، وعمر مفقود . وقفت أتفحصه ويتفحصني ، ينظر إلى غضبي وألمي ، وأطالع صبره وجلده.. كانت المسافة بيننا أبعد من المواجهة وأقرب إلى الحب . هو مثلي يشبهني تماما حين يتكلم، يفسر، يحاور .. قلبه مثل قلبي .. ونفس الندبات في الصدر من آثار الطعنات الصديقة.. هل يسقط الذي بيننا؟ أنت الآن تسكن رأسي وتحاورني حوار الغرباء تلتقط افكاري وتقذفها الي، فأركض خلف جسد الوهم رافعا راية خوفي، ومشرعا غربتي الابدية. خلت انك العمر الذي ابحث عنه، والحب الذي سكنت من اجله هذا الجسد. اوقفتني مواقف عدة، اشرت الي فعانقت البحر، واومأت فعانقت الفضاء. إنني الآن ممسك بالحلم من حافته الهاربة. فهل تسمح لي أن أسكن قلبك، ضاقت الأمكنة وكان اتساع العبارة ملاذي.. وامتداد البحر مصيدة للنوارس التي أحببت فيها انطلاقي. هذه الأرض موقف الفقراء، ادخلتني بينهم فقرأت تاريخ الدم وابجدية الضياع. هل خلتني الذي تنشق بعصاه الارض فتخرج حَبا وحُبا؟ إنني الآن ابحث عن ثغرة لانُسل منها إليك، لاجابهك وأبادلك المواقف. هل تستطيع ان تجلس في حفرة الخوف الضيقة يحاورك الخوف من كل صوب، تجابه موتك ويتسرب عمرك شيئا فشيئا؟ هل تستطيع؟ ان شئت اجب.. هل تستطيع ان تروض غضبك وتمنحه لمن ضيعوك عمرا منقوصا من عمرك القصير؟ إن شئت أجب.. انني الآن ممسك بالحلم من حافته الهاربة. فهل تسمح لي أن أسكن قلبك، ضاقت الأمكنة وكان اتساع العبارة ملاذي.. وامتداد البحر مصيدة للنوارس التي أحببت فيها انطلاقي. ان شئت.. لا تجب.. ولكن دعني ابعثر حلمي الصغير.. اوزعه في كل اتجاه، واشعر انني سيد هذا الصباح وانني في موقف الاختيار، والكون ملمس يدي، وهذي القصيدة بي أزهرت في الضلوع وبادلتني الحروف حرفا بحرف.. ان شئت أطلقتها وان شئت غيبتها في الضلوع. أنت الآن تسكنني .. تدخل في دمائي تتوحد في القلب.. أنت أنا.. وأنا أنت، فهل يسقط الذي بيننا؟ إن شئت اجب... ركضت نحوك في صمت خرافي، وجلست في قاع رأسك اعبث بذاكرتك، اجمعها حينا وأبعثرها حينا، جئتك من زمن سحيق.. سحيق جدا، يربطني بك خيط واه من الضوء تدركه حينا وأدركه دائما. كان بيننا حب سابق وكره سابق، ولقاء لم يتم، حفرت على ذراعك اسمي فاندس في الأوردة وسرى مع الدم.. أنت لي! ولكن الدائرة مكتملة وأنت خارج الوتر. …. هل فكر أحد أن ينفصل عن ذاته قليلا ليحاورها وليكتشف الآخر الذي بداخله؟ .