يعتبر مشروع "وادي الظهران للتقنية" من المشروعات السعودية الرائدة التي تواكب تطبيقات وفكرة الاقتصاد المعرفي، وهو نموذج مماثل لوادي السيلكون الأمريكي الذي يثري اقتصاد الولاياتالمتحدة ويقدم مبتكرات وحلولا تنموية متطورة تسهم في دفع عجلة التنمية، وذلك ما يؤمل منه في وادي الظهران. ويستقطب الوادي أهم الشركات العالمية في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات، والمجالات المرتبطة بها، كالمياه وتقنية المعلومات، وهو اليوم يستضيف أكبر شركة في مجال المياه في العالم. أنشأت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وادي الظهران للتقنية في عام 2006م على مساحة تتجاوز المليون متر مربع بعد إضافة 350 ألف متر مربع كاستثمارات لوقف الجامعة، وهو أكبر مجمع تقني في العالم لتطوير تقنيات صناعة النفط والغاز، ولا يوجد مركز في العالم يحتوي على هذا العدد من الشركات النفطية والتقنية العملاقة. يتكون وادي الظهران للتقنية من 6 كيانات، هي: الأول: مجمع الملك عبد الله بن عبد العزيز للتقنية الصناعية، وهو مخصص للشركات الكبيرة في مجال البترول والغاز والبتروكيماويات. الثاني: مركز المبتكرات، و يهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد مبني على تسويق المنتجات الأولية إلى اقتصاد مبني على المعرفة. الثالث: حاضنات الأعمال أو حاضنات التقنية، ودورها في تحويل الفكرة إلى منتج يتم تصنيعه وتسويقه وهذا القسم من الوادي يدخل الباحث أو صاحب الفكرة إلى السوق من دون الاضطرار إلى إتباع الإجراءات الروتينية، كما يوفر له الدعم المادي. الرابع: مكتب الاتصال، ومهمة هذا المكتب توفير قناة اتصال بين الشركات المتوسطة والصغيرة ورجال الأعمال، وبين الجامعة، وتسهيل هذه العملية على الشركات والتعريف بهذه الخدمة التي تقدمها الجامعة لهذه الشركات. الخامس: مركز استشارات، وهو عبارة عن موقع يقدم الاستشارات لرجال الأعمال في التسويق أو استخدام أجهزة معينة أو استخدام طريقة تصنيع معينة لمنتج ما. السادس: سايتك، وهو اكمال لدائرة المعارف في الوادي، هو الدور الذي يقوم به سايتك من نشر الأفكار الإبداعية وتعريف الناس بها ليخلق ذلك لديهم نوعا من التحفيز والرغبة في تنفيذ أفكارهم. وقد تحول وادي الظهران مؤخرا إلى شركة باسم وادي الظهران برأسمال قدره 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، وتمكن من استقطاب 9 شركات كبرى بين محلية ودولية، ضخت استثمارات في الوادي تتراوح بين 720 مليونا و900 مليون ريال (ما بين 192 و240 مليون دولار) منذ إطلاق الوادي في سبتمبر من عام 2006. وعمل الوادي قبل تحويله إلى شركة على تطوير المرحلة الأولى من أرض الوادي، التي خصصت لها مساحة تصل إلى 640 ألف متر مربع، بما يقارب ال95 مليون ريال (25.3 مليون دولار)، والتي حجز نصفها من قبل شركات عالمية ومحلية لإقامة مراكز بحثية لها، فيما يخطط الوادي لإقامة مركز الابتكارات لاحتضان المواهب الوطنية من الجامعة وخارجها بتكلفة تصل إلى 50 مليون ريال (13.3 مليون دولار). واختتم الوادي في سبتمبر 2010م خطته الخمسية الأولى، وأطلقت الشركة المرحلة الثانية من الوادي على مساحة تقدر ب270 ألف متر مربع لتوفير مزيد من المساحة للشركات التي ستقيم مراكز بحثية أو مختبرات لتطوير أعمالها. وتوجه الوادي بعد تحوله إلى شركة، لإطلاق أربع شركات تتبع للشركة الأم، وهذه الشركات هي: "شركة الاستشارات، وشركة متخصصة في التدريب، وشركة متخصصة في التعليم والمعرفة، وشركة خدمية لإدارة مجمع الملك عبد الله للخدمات الصناعية".