أظهرت سلوكيات المستهلكين في رمضان اعتماد بعضهم إستراتيجية تجنب الأسواق في الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان المبارك هربا من ارتفاع الأسعار , وزعموا من واقع تجاربهم أن الأسعار تختلف كثيرا عما كانت قبل بداية رمضان أو حتى في اليوم الأول أو الثاني، ويقول وائل عبد الكريم : إن أفضل وقت لشراء المنتجات الغذائية هو بعد ثالث يوم، حيث تتوافر المنتجات بكميات مناسبة، لذلك فان الاختيار الدائم في تلك الفترات هو البعد عن الضغط والزحام الذي يحصل قبل حلول الشهر الفضيل بأيام. واعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الصنيع هذا المسلك انه يعكس ما يتمتع بالذكاء في اختيار أوقات الشراء، حيث يفضل الابتعاد في أوقات المواسم، حيث يكون الطلب مرتفعا ما يتسبب في رفع الأسعار. وأضاف أن المستهلك الذي يتخذ من التخطيط أسلوبا له في شراء مستلزماته، واضعا الأوقات المناسبة بطريقة مجدولة يستطيع بكل تأكيد، أولا : التحكم في مصروفاته، ثانيا : الشراء بالأسعار المميزة. وبين البعد عن الاستهلاك بالطريقة العشوائية، فبعض المستهلكين ينتظرون الى أخر اللحظات قبل قدوم الشهر الكريم، ثم ينهالون على الأسواق لقضاء احتياجاتهم ما يترتب عليه ضغط كبير قد يتسبب في قلة بعض المنتجات ما يضطر المستهلك الى بديل غير مناسب. أما المستهلك المنظم فقد يذهب لشراء احتياجاته قبل مدة من الاحتياج ويعرف بلا شك احتياجاته الضرورية ويختار أغلب ما يريده دون ان تكون هناك زوائد في بعض المنتجات التي قد لا يستفيد منها. من جانبه أكد الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة انه في شهر رمضان المبارك تظهر مغالاة التجار في رفع الأسعار بنسبة تصل في بعض المحلات إلى 20بالمائة، حيث تواجه الأسر هواجس ثقيلة وهموما لا حد لها تجاه التجار والباعة الذين درجوا على التربح والتكسب واستغلال حاجتهم للمواد الغذائية ومستلزمات الشهر. وأضاف باعجاجة أنه يلاحظ تباين أسعار السلع الغذائية داخل المستودعات والمراكز التجارية الكبيرة، وبخاصة المواد ذات العلاقة بالوجبات الرمضانية، حيث إن بعض المنتجات ارتفعت أسعارها في بعض المتاجر، بينما انخفضت المنتجات نفسها في متاجر أخرى ما يعكس عشوائية الزيادة وتلاعب المستوردين والتجار بالأسعار، الأمر الذي خفض القدرة الشرائية للمستهلك العادي. كما يشهد بعض المحلات التجارية بيع منتجات على وشك انتهاء صلاحيتها بأسعار مخفضة ما أدى إلى إقبال عليها من قبل أصحاب الدخل المحدود.