اخونا يكيكي في تصوّره ان برنامج المحافظين الجدد اتخذ منهجية القوة الناعمة منذ اعتماد إدارة بوش لبرنامج صناعة قيادات رياح التغيير في المنطقة العربية، وظل معمولًا به من قبل إدارة الديموقراطيين الذين وجدوا انفسهم متورطين في تنظيف مخلّفات المغامرين حتى بعد سقوط الجمهوريين وفشل فكرة إدارة اميركا الأهداف لأكثر من حربين في وقت واحد آلاف الكيلومترات من أراضيها.. ذكرت لأخي يكيكي بالأمس انه لو كانت اوضاع المواطن العربي المعيشية جيدة ومشاريع التنمية انجزت حياة كريمة للشعوب العربية هل كان بمقدور أي رياح تغيير التلاعب بخارطة الأنظمة السياسية في المنطقة العربية بالشكل المجنون هذا الذي يحدث الآن..؟!يكيكي يبرّر نعم لأن تغيّر موازنات القوى من تفرّد إسرائيلي لصالح إيران وتغلغل نفوذها في العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة واليمن، وهيمنة إيران على الخليج حيث الطاقة الحيوية لأميركا، وتخوّف إسرائيل من وصول ثوار ومتطرّفين للسلطة في محيط اسرائيل آخذًا في الاعتبار موت عملية السلام وكامب ديفيد سياسيا ومجتمعيا، كلها مجتمعة تفرض لعبة تفتيّت الأنظمة السياسية القائمة لكيانات طليعيّة تتبنّى مشروع المواطن الكوني المتعايش(المتصالح بلا أيديولوجيا الإسلام أو القومية أو القطرية المتجاوزة كإيران مع الغرب ونموذج التجارة العالمية والأسواق المفتوحة..طبعا كلام اخونا يكيكي كسياسي يبدو منطقيا جدا بل وشبه مقنع ، لو كانت أوضاع المواطن العربي المعيشية جيدة ومشاريع التنمية أنجزت حياة كريمة للشعوب العربية هل كان بمقدور أي رياح تغيير تتلاعب بخارطة الأنظمة السياسية في المنطقة.لكن يظل السؤال في نظري أليس هو موت النظام العربي نفسه منذ النكسة والتحوّل من القومي للإسلامي للقطري وغياب المشاريع الحقيقية لانتشال الأمة العربية من مآسيها وعللها المزمنة كمجتمعات منتجة على مدى اربعة عقود هو من أتاح الفرصة لأميركا وغيرها من إدراجنا ضمن حسابات اللعبة للسياسات الرأسمالية التوسعية ؟! ولماذا لم يحدث مايحدث لنا في اميركا اللاتينية او جنوب شرق اسيا اوفي اوروبا؟! طبعا يكيكي يعيدنا دوما للمربع رقم واحد، الا وهو تخلّفنا كشعوب وانظمة وكيانات عن ركب النهوض الذي قاد العديد مما كان يعرف بدول عدم الانحياز لدول منتجة كالنمور الاسيوية وكوريا واليابان فرضت احترامها على العالم الغربي.. وقناعته أن لابد من حلول احتوائية مضادة قدر ما تعالج مشكلاتها الجذرية في أنظمتها الاجتماعية السياسية الاقتصادية ، بالقدر الذي تواجه فيه ماتفرضه أجندة اللعبة.. [email protected]