اضطررت وعلى وجه السرعة لتلبية دعوة عاجلة لصديقي اللدود يكيكي قبل أسبوعين للحالة السيئة التي كان عليها الرجل وحاجته للفضفضة بأي شكل!! وما أن دلفت مجلس الرجل إلاّ وفاجأني بأكوام من التساؤلات حيال ما يحدث فى منطقتنا ويريد مني تفسيرا منطقيا يريح اعصابه ويعيد إليه صوابه الذي فقده منذ أحداث تونس حتى اللحظة. للمعلومية فقط .. اخونا يكيكي رجل شكّاك ويؤمن حتى العظم بتآمرية الأجنبي خاصة انه من جيل نكسة حزيران 67 ممن وجدوا أنفسهم مضللّين ومخدوعين بشعارات زائفة وفضفاضة. قلت ليكيكي ببساطة: يا حبيبي ما حدث فى تونس ومصر وأخيرا اليمن هو شيء طبيعي انتصرت فيه إرادة الشعب لنفسها من أوضاع حياتية ومعيشية لا تليق بأحلام وأساسيات حياتية لا مجال للتنازل عنها أكثر لحساب قوى متنفذة وجماعات منتفعة قليلة. انتفض الرجل بكل حدة وقذفني بالسخف والسطحية فى فهم ما يجري للأمة مثلي مثل كثير من ادعياء الثقافة والصحافة وحملة حرف الدال من قليلي الدبرة فى البلد. فالرجل لا يوجد لديه ذرة شك في أن اميركا تحقق الآن شرقها الأوسط الكبير بأدوات غير القوة بعد فشل مشروع ريتشارد بيرل وولفووتز ورامسفيلد في مستنقعي أفغانستان والعراق. الرجل لا يوجد لديه ذرة شك في أن اميركا تحقق الآن شرقها الأوسط الكبير بأدوات غير القوة بعد فشل مشروع ريتشارد بيرل وولفووتز ورامسفيلد في مستنقعي أفغانستان والعراق يكيكي يجيد للأسف تربيّط المسائل بشكل يذكرك براقصي الذئاب أو على رؤوس الأفاعي، فهو يستشهد بتصريح مخيف للسيدة هيلاري كلينتون منذ أيام اعترفت فيه بأن اميركا اعتمدت دعما سخيّا لمدوني ومدونات نشطاء الإنترنت فى إيران وكوبا وليبيا عيني عينك. ويعود بالذاكرة للعام2001 عقب أحداث سبتمبر 11 ومنهجيّة احتواء واستقطاب الكوادر الشابة فى العالم العربي وتجنيّدها كقيادات فاعلة كغنيم ليوجهوا رياح التغييّر فى بلدانهم وفقا لأجندة اميركية خالصة، وان مشروع الأدلجة يؤتي أوكله ويعمل الآن على الأرض بأدوات الإعلام البديل للتجييّش والتثويّر لإسقاط الأنظمة التقليدية فى المنطقة التي يبدو أنها استنفدت أغراضها لدى القوى الكبرى. يكيكي مقتنع تماما بأن منطقتنا تتعرّض لمشروع إعادة رسم لخارطة الأنظمة السياسية وبحسابات دقيقة تضمن شرقا أوسط بالمعيار الأميركي / الإسرائيلي ل «100» سنة مقبلة. بيني وبينكم كلام يكيكي وإن كنت لا أستبعد ما يقوله من طروحات إلاّ أنني مؤمن بأن أحوال المنطقة ودولها البائسة ومشاريعها التنموية المتخلفة وتدهور أحلام المواطن العربي للأسوأ مقارنة بأي مكان آخر فى العالم هي من وفر الشرعية وربما الانسياق العاطفي الشعبي والمؤسسي مع قادة رياح التغييّر وفاعليتها على الأرض. [email protected]