بسياسة الحافة يظهر أن إيران قاب قوسين أو أدنى من الانتحار كنظام سياسي..لايبدو أن طهران بعد تورّطها المفضوح مع القاعدة منذ سنوات و فى اليمن وفى البحرين وفى سوريا وفى لبنان ومن قبلهم العراق إنها بصدد مراجعة نفسها أو التواري عن المشهد المقلق فى المنطقة كما كانت تفعل فى ظروف سابقة..إ يران اليوم تعتقد أنها ظروف استحقاق مشروعة لاستثماراتها المالية المخيفة لسنوات فى اختراق مجتمعات المنطقة العربية وصناعة تحالفات طائفية /مذهبية معادية لنظمها الاجتماعية السياسية الأم وموالية لطهران قلبا وقالبا.. طهران بكل مؤشرات أدوارها المشبوهة فى المنطقة العربية تحديدا لا يبدو أنها تريد الخير لا للإسلام ولا لقضايا الأمة وتحدياتها الحقيقية وأن كل ماتروّج له فى خطابات ساستها ليس إلاّ شعارات تثوير لا تسمن ولاتغني من جوع قدر ماتحقق مكاسب ولاءات للعقيدة الإيرانية ولذلك صقور طهران اليوم يراهنون على أنهم أقرب مايكون لتحقيق مكاسب جيوبولتيكية فى منطقة الخليج قد لاتتكرّر مع رياح التغيير التي تضرب العالم العربي منذ يناير 2011 وحتى تاريخه..السؤال التاريخي اليوم: هو إلى أين ستذهب طهران بهذا المشروع الفوضوي المكشوف الذي تستهدف فيه جيرانها وبالأخص دولة كالمملكة؟!كنّا نعتقد إلى وقت قريب أن فى إيران عقلاء يستوعبون تحديات العالم الإسلامي التي تبدأ بتخلف التنمية وتنتهي عند قائمة أمراض طويلة لا أول لها ولا آخر بواقع الإسلام والمسلمين،وقادرون على ترجمة نواياهم المعلنة لأمة إسلامية واحدة لاشيعية ولاسنية ولاطائفية أو عرقية لتجاوز إحباطات واقعنا اليوم..وكان بمقدور إيران أن تحقق لنفسها مع دولة كالمملكة إنجازا غير مسبوق فى العالم الإسلامي فيما لو تبنّت بصدق مشروعا إسلاميا يليق بطموحات الأمة ويخلصها من أوجاع التصنيف والتجزيء التي أضرت بنهوضها وخدمت الآخرين لقرون ،يعيد الأمة لخارطة التأثير ويحررها من التوهان فى إكراهات التاريخ التي جنت على وحدتنا وقيمتنا فى العالم..!!طهران بكل مؤشرات أدوارها المشبوهة فى المنطقة العربية تحديدا لا يبدو أنها تريد الخير لا للإسلام ولا لقضايا الأمة وتحدياتها الحقيقية وان كل ما تروج له فى خطابات ساستها ليس إلاّ شعارات تثوير لا تسمن ولا تغني من جوع قدر ماتحقق مكاسب ولاءات للعقيدة الإيرانية توازي ماتصرفه بسخاء من أموال الشعب الإيراني لعقود على نفوذ سياسي وهمي لن يتحقق على الأرض..إيران اليوم تناطح المملكة بوصفها القوة الوحيدة التي تقف فى طريق حلم طهران التاريخي للهيمنة فى العالم الإسلامي..ويبدو أن نجاحاتها فى العراق ولبنان وسوريا وغيرها أوهمتها بأن بمقدورها تركيع النظام السياسي فى المملكة بشكل أو بآخر لتصبح لقادة إيران كلمتهم الفصل فى مصير الوجود أو اللاوجود..إيران تنتحر فعلا اليوم بإرادتها السياسية وستكون الضريبة على طهران هذه المرة قاسية وموجعة بكل تأكيد.