من الأمور التي قررها الأطباء وفيها مصالح كثيرة لكلا الزوجين أن يجري فحص طبي للزجين قبل عقد الزواج ولهذا الفحص آثار عظيمة في جوانب طبية وأيضاً جوانب اجتماعية، حيث إن في هذا الفحص تنكشف لكلا الزوجين أمور ربما تدفع أحدهما إلى التراجع عن الزواج كأن يكتشف أنه مصاب ببعض الأمراض المعدية أو الفيروسية أو يتضح أنه مدمن مخدرات وهذا غالباً يدفع أحدهما لترك الآخر اتقاء شره. وقد تحدث مجموعة من المشايخ مؤكدين على أهمية الفحص قبل الزواج مبينين ثماره وآثاره على الزوجين محذرين من التلاعب به أو محاولة إسقاطه والذي نشرته مجلة الدعوة الإسلامية. بداية تحدث الشيخ الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة نجران فقال: لقد عني الإسلام الحنيف بالأُسرة عناية كبيرة باعتبارها اللبنة الأولى في بناء المجتمع، كما عنى بتنشئة الأطفال تنشئة سليمة واتخذ الأسباب الكفيلة لتحقيق ذلك ومنها توفير المحضن السليم الذي يبدأ فيه الطفل حياته وهو الأُسرة التي تنشأ من الزواج ويكون فيها السكن والاطمئنان والهدوء وتسودها علاقة المودة والمحبة القائمة على الرحمة والملاطفة المتبادلة، وتهيئ جو السعادة والانشراح لكلا الزوجين مصداقاً لقوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [ الروم : 21 ]. ولهذا فإن عباد الله الصالحين وفي مقدمتهم الأنبياء والرسل يدعون ربهم أن يهب لهم الاستقرار والطمأنينة وقرة العين من هذا الزواج وما ينتج عنه من الأولاد فيقولون: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا) [ الفرقان : 74 ] كما يدعون ربهم أن يرزقهم ذرية صالحة تنفعهم في دنياهم وفي أخراهم (وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين (15) [الأحقاف: 15 ]. الفحص الطبي قبل الزواج وأضاف ظهرت فكرة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج لكل من الخاطبين أو الراغبين في الزواج لاكتشاف بعض الأمراض سواء منها المعدية والسارية المنفرة أو الوراثية فالفحص الطبي قبل الزواج هو وسيلة للوقاية وليس وسيلة للعلاج لأن الوقاية خير من العلاج فكما يقول المثل: درهم وقاية خير من قنطار علاج وبإجراء الفحص الطبي قبل الزواج يمكن منع حدوث الكثير من الأمراض والتخفيف من التشوهات التي تصيب الأطفال.والفحص الطبي قبل الزواج عبارة عن مجموعة من الفحوصات المخبرية والسريرية التي تجري لكل من الشاب والفتاة اللذين يرغبان في الارتباط مع بعضهما البعض بالزوا ، وهو مهم جداً إذ يساعد في تغيير إيجابي في المجتمعات الإسلامية يهدف إدامة السعادة في الحياة الزوجية والحفاظ على المودة والرحمة. الأمراض الخافية الأمراض الخافية هي التي لا يمكن للشريك ولا للطبيب بالرجوع إلى التحاليل المخبرية مثل الأمراض المعدية وهي على أنواع مثل أمراض معدية قاتلة كالإيدز، وأمراض منفرة مثل الجذام (أمراض مؤثرة على الذرية إما منقولة بالجنس مثل: الزهري ، السيلان، والكرميديا أو غير منقولة بالجنس مثل (الحصبة الألمانية، مرض القطط والتهاب الكبد الوبائي. الأمراض الوراثية هناك آلاف الأمراض الوراثية التي تنقل من الآباء إلى أبنائهم عبر الكر وموسومات (الجينات الوراثية) وهي تؤدي إلى إحداث إعاقات بالنسل فتلحق الضرر بالمجتمع فينبغي ألا يتم عقد الزواج مع وجودها، وهي تنتقل إما بالطريقة السائدة ويكون جين المرض سائداً بمعنى يكفي وجوده عند أحد الأبوين ليظهر على الطفل. والفحص الذي يجري سهل وهو v.c.m معدل حجم الكرية الحمراء، فإذا كان أعلى من 80 فهذا دليل على سلامة الشخص وعدم حمله للمرض وإذا كان أقل من 80 فيشك بحمله لجين المرض وفي هذه الحالة يتم إجراء فحص أكثر دقة ELectrophorese للتأكد من وجود جين المرض. الطفرة الوراثية وأود هنا أن أُشير إلى أنه يساء فهم موضوع زواج الأقارب بحيث إنه يتهم بأنه سبب هذه الأمراض الوراثية والواقع أنه ليس كذلك حيث إن نسبة الإصابة في زواج الأقارب هي 2% أي أن احتمال ولادة أطفال أصحاء هي 98% بينما في زواج الأقارب نسبة الإصابة 1% أي أن احتمال ولادة أطفال أصحاء هي 96% وليس هذا بالفرق الكبير. ولهذا يجب علينا إجراء الفحص الطبي لكل من الخاطبين للتأكد من وجود أو عدم وجود الجين المرضي سواء كانا من الأقارب أو من غير الأقارب، لأن الجميع يعلم أن أكثر من 50% من الزيجات هي بين الأقارب وأن 36% منها بين أبناء العمومة الأولى. مصلحة الطرفين وقال الشيخ الدكتور محمد جاد بن أحمد صالح المصري خطيب جامع أبي هريرة بالرياض إن من يتدبر كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويتأمل في قواعد الشريعة السمحة بمبادئها العظيمة وتشريعاتها الحكيمة وتعاليمها الجليلة نجد أنها تحرص على بناء أسرة سعيدة باعتبار أن الأُسرة نواة المجتمع وقد حرصت الشريعة على حث الزوجين على حسن الاختيار فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين تربت يداك وقال صلى الله عليه وسلم تزوجوا الودود الولود، وقال للزوجة ووليها: إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ومن المسائل التي ثار النقاش حولها مؤخراً موضوع الفحص الطبي قبل الزواج بسبب انتشار أمراض الدم الوراثية في بلادنا وخاصة ما يعرف بفقر الدم المجلي ومرض الثلاسيما وغيرها من الأمراض التي قد تنتقل بين الزوجين وربما تضر بأبنائهما مما دفع وزارة العدل وبالاتفاق مع وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية إلى إلزام طرفي العقد بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء عقد النكاح. تحقيق الطمأنينة والاستقرار وأكد الشيخ الدكتور حمود بن محسن الدعجاني عضو الجمعية الفقهية السعودية الداعية المعروف أن الفحص قبل الزواج غايته تحقيق الطمأنينة والاستقرار بين الزوجين للوصول إلى المقاصد الشرعية للزواج وقد حث الإسلام على إنشاء العقود ومنها عقد الزواج على أساس من الصدق والنزاهة والتراضي الكامل ونهى عن الغش والتدليس والكذب فيها، ويقول يجب على كلا الزوجين إعلام الآخر بما قد يكون عنده من مشكلات صحية أو عاهات بدنية أو نفسية، تخل بمقاصد الزواج في الاستمتاع وطلب النسل وإلحاق الضرر بالآخر، ويقول: إن التكتم وإخفاء العيوب يؤثر على الحياة الزوجية واستقرارها وهو تدليس محرم أما إذا تم بيان العيوب وما يؤثر في مستقبل الزواج من خلال الفحص الطبي قبل الزواج أو الإخبار فإن الزوجين بالخيار بين إتمام الزواج من عدمه لأن الحق لهما وقد رضي كل منها بالآخر على بينة وبصيرة.