مع تزايد المسابقات الشعرية ما قبل الثلاث أو الأربع السنوات الماضية، والتي تلاشت تدريجيًا، من خلالها وبمتابعتنا المكثفة آنذاك لابد لتقييم النصوص أن يحظى بأهمية لدينا، وتسليط الضوء على الناقد المقيّم المحكم لتلك النصوص، وباستمرارية متابعتنا كمهتمين ومطلعين على الساحة الشعبية لا نخفي رغبتنا في أن يرتقي الشعر إلى مستوى الفكر العالي المثقف، فلابد من تواجد ما تفتقده الساحة وهو ناقد ذو مواصفات الناقد الفعلي والخبير في كتلته الأدبية مبتدئًا بتعزيز الإيجابيات بالنص والتنويه عن الجوانب السلبية، واتخاذ الطريقة الأمثل والمتبعة في علم النقد على قراءة النص وقراءة الشاعر وقراءة المتابعين أثناء مباشرته للنص بعيدًا عن التقليد والتأثر بأفكار مسبقة، وتوزيع مهام قدراته كناقدٍ مثقف مُلم بأدوات النقد مبتعدًا عن الشخصنة، وأن يتمعّن بدقة لمستوى شاعرية قائل النص وما لديه من إرادة وتمكّن تحقق تلبية قدراته وخبرته لما يرغب في تركيبة الأبيات على المعنى المراد، لابد من تواجد ما تفتقده الساحة، وهو ناقد ذو مواصفات الناقد الفعلي والخبير في كتلته الأدبية مبتدئًا بتعزيز الإيجابيات بالنص والتنويه عن الجوانب السلبية.ويكتشف أيضا إمكانيات صاحب النص على ما قدّمه وأفضل مما قدّمه بلغته الشعرية التي من خلالها الإبداع أو عكس ذلك ورسم الصورة بشكل واضح أو غير واضح ومبتور، ويركّز الناقد على تطور المعنى بالنص وتنقله بسلاسة مع ازدحام الجزالة، وإدراكه لقراءة الترميز الذي من المفترض أن يكون بالواقع متجنبًا تجنيح الخيال بغير الواقع، وتوظيف المفردات التي لها هيمنة جغرافية من المساحات ويفهمها الأكثرية من الجمهور المتابع ولها دلالات ونوافذ تغني عن قول الكثير، وكما يطمع الناقد وهو في حالة وضعه كناقد ومتلقٍ معًا بالأفكار المبتكرة في كل نص والابتعاد عن المواضيع المكررة ويرفض أن يقحم الشاعر نفسه بما ليس من صالح النص، ولا يغض النظر أثناء النقد الانتباه للفلسفة التي أحيان تسيطر على التجربة الذاتية للشاعر مع تفهّمه لتقارب قبول ورفض المتلقي.