استوقفني ما قاله الشاعر الباكستاني محمد إقبال شاعر الإيمان والروح: إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيي دينا/ ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفناء لها قرينا. الإيمان إقرار بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح، فهو تصديق واعتقاد.. وهو شامل وليس محصورا، فلو طبق بما يحمله من معانٍ سامية لما عشنا اضطرابات واهتزازات متواترة ونكبات متتالية. إن الإيمان بالإنسان وحقوقه لا يأتي بمجرد سرد للخطب، ونسج للأحلام في الهواء. الإيمان بالوطن والشعب لا يأتي إلا من قدرة فائقة على جعل الضمير الحي متصلاً بالعمل، وإن عمليات تعطيل الجوارح وتغييب التفكير في سراديب من الوهم والتواكل والتزييف لا يغرس سنابل، ولا يجني ثمرا.. فكم من محاصيل فسدت ولم يربح زارعوها إلا التعب والعناء، فإذا كانت درجة الإيمان عالية كان الإنجاز عاليا. أثق تماما أننا لو استشعرنا قيمة الإيمان المطلق ووظفناه في حياتنا وتعاملاتنا اليومية ومارسناه بحب وتفان لن نقع في كوارث كما حصل في جدة وغيرهاإن تعميم قاعدة الإيمان في كافة جوانب الحياة ونقلها للأجيال يمنحنا حياة آمنة مستقرة، وإن حب الوطن لا يثبت ولا يتحقق إلا بعمل راسخ من القلب وموجه للمصلحة العامة وليس المصالح الشخصية التي ما تلبث أن تنكشف وتظهر سوءتها وخباياها، مما يجرنا للدخول في صراعات لدحض التهم وتلفيقها لآخرين ومحاسبات لم نحسب له حسابا، وأرواح تشنق بحبال الانتظار في رجاء الإصلاحات، والحساب الأكبر آت ولكن من يعتبر!! كثر من أرقتهم سيول جدة وأبكتهم تلك الأزمة فسالت محابر الكتاب والشعار واشتعلت نداءات الاستغاثة محرقة مسارات السمع التي لا تملك حلا سوى الدعاء، والدعاء المختصر والذي سرعان ما يخفت عند أول وعود أثق تماما أننا لو استشعرنا قيمة الإيمان المطلق ووظفناه في حياتنا وتعاملاتنا اليومية ومارسناه بحب وتفان فلن نقع في كوارث.